تعالى المكر الذي باشروه جميع لا لهم على معنى أن ذلك ليس مكرا منهم بالانبياء بل هو بعينه مكر من الله تعالى بهم وهم لايشعرون حيث لايحيق المكر السيء الا بأهله وسيعلم الكفر حين يأتيهم العذاب لمن عقبى الدار .
24 .
- أي العاقبة الحميدة في الفريقين وان جهل ذلك قبل : السين لتأكيد وقوع ذلك وعلمه به حينئذ والمراد من الكافر الجنس فيشمل سائر الكفار وهذه قراءة الحرميين وأبي عمرو وقرأ باقي السبعة وسيعلم الكفار بصيغة جمع التكسير .
وقرأ ابن مسعود الكافرون بصيغة جمع السلامة وقرأ أبي الذين كفروا وقرأ الكفر أي أهله وقرأ جناح بن حبيس وسيعلم بالبناء للمفعول من أعلم أي سيخبر واللام للنفع وجوز أن تكون للملك على معنى سيعلم الكفرة من يملك الدنيا آخرا وفسر عطاء الكافر بالمستهزئين وهم خمسة والمقسمين وهم ثمانية وعشرون وقال ابن عباس : يريد بالكافر أبا جهل وما تقدم هو الظاهر ولعل ماذكر من باب التمثيل ويقول الذين كفروا لست مرسلا قيل : قاله رؤساء اليهود .
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : قدم على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أسقف من اليمن فقال له E : هل تجدني في الإنجيل رسولا قال : لا فأنزل الله تعالى الآية فالمراد من الذين كفروا على هذا هذا ومن وافقه ورضى بقوله وصيغة الاستقبال لاستحضار صورة كلمتهم الشنعاء تعجيبا منها أو للدلالة على تجدد ذلك منهم واستمراره قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم فانه جل وعلا قد أظهر على رسالتي من الأدلة والحجج مافيه غنى عن شهادة شاهد آخر وتسمية ذلك شهادة مع أنه فعل وهي قول مجاز من حيث أنه يغني غناها بل هو أقوى منها ومن عنده علم الكتب .
34 .
- أي علم القرآن وما عليه من النظم المعجز قيل : والشهادة إن أريد بها تحملها فالأمر ظاهر وإن أريد أداؤها فالمراد بالموصول المتصف والعنوان من ترك العناد وآمن .
وفي الكشف أن المعنى كفى هذا العالم شهيدا بيني وبينكم ولايلزم من كفايته في الشهادة أن يؤديها فمن أداها فهو شاهد أمين ومن لم يؤدها فهو خائن وفيه تعريض بليغ بأنهم لو أنصفوا شهدوا وقيل : المراد بالكتاب التوراة والانجيل والمراد بمن عنده علم ذلك الذين أسلموا من أهل الكتابين كعبد الله بن سلام واضرابه فانهم يشهدون بنعته E في كتابهم وإلى هذا ذهب قتادة فقد أخرج عبدالرزاق وابن جرير وابن المنذر عنه أنه قال في الآية : كان من أهل الكتاب قوم يشهدون بالحق ويعرفونه منهم عبدالله بن سلام والجارود وتميم الداري وسلمان الفارسي وجاء عن مجاهد وغيره وهي رواية عن ابن عباس أن المراد بذلك عبدالله ولم يذكروا غيره .
وأخرج ابن مردويه من طريق عبدالملك بن عمير عن جندب قال : جاء عبدالله بن سلام حتى أخذ بعضادتي باب المسجد ثم قال : أنشدكم بالله تعالى أتعلمون أني الذي أنزلت فيه ومن عنده علم الكتاب قالوا : اللهم نعم وأنكر ابن جبير ذلك فقد أخرج سعيد بن منصور وجماعة عنه أنه سئل أهذا الذي عنده علم الكتاب هو عبدالله بن سلام فقال : كيف وهذه السورة مكية والشعبي أنكر أن يكون شيء من القرآن نزل فيه