على وفق مراد المرسل اليهم وهو أوفق بما بعد وجوز ارادة الامرين باعتبار عموم المجاز أي الدال مطلقا أو على استعمال اللفظ في معنييه بناء على جوازه والالتفات لما تقدم ولتحقيق مضمون الجملة بالايماء الى العلة .
لكل أجل أي لكل وقت ومدة من الاوقات والمدد كتاب .
83 .
- حكم معين يكتب على العباد حسبما تقتضيه الحكمة فان الشرائع كلها لاصلاح أحوالهم في المبدأ والمعاد ومن قضية ذلك أن تختلف حسب أحوالهم المتغيرة حسب تغير الاوقات كاختلاف العلاج حسب اختلاف أحوال المرضى بحسب الاوقات وهذا عند بعض رد لما أنكروه عليه E من نسخ بعض الاحكام كما أن ماقبله رد لطعنهم بعدم الاتيان بالمعجزات المقترحة .
يمحو الله ما يشاء أي ينسخ مايشاء نسخة من الاحكام لما تقتضيه الحكمة بحسب الوقت ويثبت بدله مافيه الحكمة أو يبقيه على حاله غير منسوخ أو يثبت مايشاء اثباته مطلقا أعم منهما ومن الانشاء ابتداء وقال عكرمة : يمحو بالتوبة جميع الذنوب ويثبت بدل ذلك حسنات كما قال تعالى : ألا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيآتهم حسنات وقال ابن جبير : يغفر لمن يشاء من ذنوب عباده ويترك ما يشاء فلا يغفره وقال : يمحو ما يشاء حان أجله ويثبت مايشاء ممن لم يأت أجله وقال علي كرم الله تعالى وجهه : يمحو من يشاء من القرون لقوله تعالى : أولم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون ويثبت مايشاء منها لقوله سبحانه : ثم انشأنا من بعدهم قرونا آخرين وقال الربيع : هذا في الأرواح حالة النوم يقبضها الله تعالى اليه فمن أراد موته فجأة أمسك روحه فلم يرسلها ومن أراد بقاءه أرسل روحه بيانه قوله تعالى : الله يتوفى الأنفس حين موتها الآية وعن ابن عباس والضحاك يمحو من ديوان الحفظة ماليس بحسنة ولا بسيئة لأنهم مأمورون بكتب كل قول وفعل ويثبت ما هو حسنة أو سيئة وقيل : يمحو بعض الخلائق ويثبت بعضا من الاناسي وسائر الحيوانات والنباتات والأشجار وصفاتها وأحوالها وقيل : يمحو الدنيا ويثبت الآخرة وقال الحسن وفرقة : ذلك في آجال بني آدم يكتب سبحانه في ليلة القدر وقيل : في ليلة النصف من شعبان آجال الموتى فيمحو أناسا من ديوان الأحياء ويثبتهم في ديوان الاموات وقال السدي : يمحو القمر ويثبت الشمس بيانه قوله تعالى : فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة وفي رواية عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما يمحو الله تعالى مايشاء من أمور عباده ويثبت الا السعادة والشقاوة والآجال فانها لامحو فيها ورواه عنه مرفوعا ابن مردويه وقيل : هو عام في الرزق والاجل والسعادة والشقاوة ونسب الى جماعة من الصحابة والتابعين وكانوا يتضرعون الى الله تعالى أن يجعلهم سعداء فقد أخرج ابن أبي شيبة في المصنف وغيره عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال : ما دعا عبد قط بهذه الدعوات الا وسع عليه في معيشته يا ذا المن ولا يمن عليه يا ذا الجلال والاكرام يا ذا الطول لا آله الا انت ظهر اللاجين وجار المستجيرين ومأمن الخائفين ان كنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقيا فامح عني اسم الشقاوة وأثبتني عندك سعيدا وان كنت كتبتني عندك في أم الكتاب محروما مقترا علي رزقي فامح حرماني ويسر رزقي وأثبتني عندك سعيدا موفقا للخير فانك تقول في كتابك الذي أنزلت يمحو الله مايشاء ويثبت وعنده أم الكتاب واخرج عبد بن حميد وغيره عن عمر رضي الله تعالى عنه انه قال : وهو يطوف بالبيت : اللهم