أي شيئا من الاشياء أو لاأفعل الاشراك به سبحانه والظاهر أن المراد قصر الأمر على عبادته تعالى خاصة وهو الذي يقتضيه كلام الامام حيث قال : إن إنما للحصر ومعناه إني ما أمرت الابعبادة الله تعالى وهو يدل على أنه لاتكليف ولا أمر ولا نهي الا بذلك وقيل : معناه انما أمرت بعبادته تعالى وتوحيده لابما أنتم عليه .
وفي ارشاد العقل السليم أن المعنى الزاما للمنكرين وردا لانكارهم انما أمرت الى آخره والراد قصر الامر بالعبادة على الله تعالى لاقصر الامر مطلقا على عبادته سبحانه أي قل لهم : انما أمرت فيما أنزل الي بعبادة الله تعالى وتوحيده وظاهر أن لاسبيل لكم إلى انكاره لإطباق جميع الأنبياء عليهم السلام والكتب على ذلك لقوله تعالى : تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا فما لكم تشركون به عزيرا والمسيح عليهما السلام ولا يخفى أن هذا التفسير مبني على كون المراد من الاحزاب كفرة أهل الكتابين وهذا الكلام الزام لهم واعترض بان منهم من ينكر التوحيد واطباق جميع الانبياء والكتب عليه كالمثلثة من النصارى .
وأجيب بأنهم مع التثليث يزعمون التوحيد ولا ينكرونه كما يدل عليه قولهم : باسم الاب والابن وروح القدس الهآ واحدآ وأنت تعلم أن هذا مما لا يحتاج اليه والاعتراض ناشىء من الغفلة عن المراد وقد يقال : المعنى إنما أمرت بعبادة الله تعالى وعدم الاشراك به وذلك امر تستحسنه العقول وتصرح به الدلائل الآفاقية والانفسية : وفي كل شىء له آية تدل على أنه واحد فانكاره دليل الحماقة وشاهد الجهالة لاينبغي لعاقل أن يلتفت اليه ويجري هذا على سائر تفاسير الاحزاب وقرأ أبو خليد عن نافع ولا أشرك بالرفع على القطع أي وأنا لاأشرك وجوز أن يكون حالا أي أن أعبد الله غير مشرك به قيل : وهو الأولى لخلو الاستئناف عن دلالة الكلام على أن المأمور به تخصيص العبادة به تعالى وفيه بحث اليه أي الى الله تعالى خاصة على النهج المذكور من التوحيد أو الى ما أمرت به من التوحيد أدعو الناس لا إلى غيره ولا الى شيء آخر مما لايطبق عليه الكتب الالهية والانبياء عليهم السلام فما وجه انكاركم قاله في الارشاد أيضا والأولى عود الضمير على الله تعالى كنظيره السابق وكذا اللاحق في قوله سبحانه : واليه أي الله تعالى وحده مآب .
63 .
- أي مرجعي للجزاء وعلى ذلك اقتصر العلامة البيضاوي وكان قد زاد ومرجعكم فيما تقدم غير بعيد واعترض بأنه كان عليه أن يزيده هنا أيضا بل هذا المقام أنسب بالتعميم ليدل على ثبوت الحشر عموما وهو المروي عن قتادة وقد جعل الامام هذه الآية جامعة لكل مايحتاج المرء اليه من معرفة المبدأ والمعاد فقوله سبحانه : قل إنما أمرت أعبد الله ولا أشرك به جامع لكل ما وردالتكليف به وقوله تعالى : اليه أدعو مشير إلى نبوته E وقوله جل وعلا : واليه مآب إشارة إلى الحشر والبعث والقيامة وأجاب الشهاب عن ذلك بقوله : إن قول الزمخشري اليه لا إلى غيره مرجعي وأنتم تقولون مثل ذلك فلا معنى لانكاركم فيه بيان لنكتة التخصيص من أنهم ينكرون حقيقة أو حكما فلا حاجة إلى مايقال لاحاجة لذكره لدلالة قوله تعالى : تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار انتهى .
وهو كما ترى ولعل الأظهر أن يقال : إن دلالة الكلام عليه هنا ليست كدلالته عليه هناك إذ مساق الآية فيه للتخويف اللائق به اعتباره ومساقها هنا لأمر آخر والاقتصار على ذلك كاف فيه