فلا يتم لأنه يلزم منه انقطاع النوع قطعا كما لايخفى .
وقرأ علي كرم الله تعالى وجهه وابن مسعود رضي الله تعالى عنه مثال الجنة وفي اللوامح عن السلمي أمثال الجنة أي صفاتها تلك الجنة المنعوتة بما ذكر عقبى الذين اتقوا الكفر والمعاصي أي مآلهم ومنتهى أمرهم وعقبى الكافرين النار .
53 .
- لا غير كما يؤذن به تعريف الخبر وحمل الاتقاء على اتقاء الكفر والمعاصي لأن المقام مقام ترغيب وعليه يكون العصاة مسكوتا عنهم وقد يحمل على اتقاء الكفر بقرينة المقابلة فيدخل العصاة في الذين اتقوا لأن عاقبتهم الجنة وإن عذبوا .
والذين ءاتينهم الكتب نزلت كما قال الماوردي في مؤمني أهل الكتابين كعبدالله بن سلام وكعب وأضرابهما من اليهود وكالذين أسلموا من النصارى كالثمانين المشهورين وهم أربعون رجلا بنجران وثمانية باليمن واثنان وثلاثون بالحبشة فالمراد بالكتاب التوراة والانجيل يفرحون بما أنزل اليك إذ هو الكتاب الموعود فيما أوتوه ومن الأحزاب أي من أحزابهم وهم كفرتهم الذين تحزبوا على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بالعداوة ككعب بن الأشرف وأصحابه والسيد والعاقب أسقفي نجران وأشياعهما وأصله جمع حزب بكسر وسكون الطائفة المتحزبة أي المجتمعة لأمر ما كعداوة وحرب وغير ذلك وإرادة جماعة مخصوصة منه بواسطة العهد من ينكر بعضه وهو مالا يوافق كتبهم من الشرائع الحادثة انشاء أو نسخا وأما ما يوافق كتبهم فلم ينكروه وإن لم يفرحوا به وعن ابن عباس وابن زيد أنها نزلت في مؤمني اليهود خاصة فالمراد بالكتاب التوراة وبالأحزاب كفرتهم وعن مجاهد والحسن وقتادة أن المراد بالموصول جميع أهل الكتاب فانهم كانوا يفرحون بما يوافق كتبهم فالمراد بما أنزل اليك بعضه وهو الموافق واعترض عليه بأنه يأباه مقابلة قوله سبحانه : ومن الأحزاب من ينكر بعضه لأن انكار البعض مشترك بينهم وأجيب بأن المراد من الأحزاب من حظه انكار بعضه فحسب ولا نصيب له من الفرح ببعض منه لشدة بغضه وعداوته وأولئك يفرحون ببعضه الموافق لكتبهم وقيل : الظاهر أن المعنى أن منهم من يفرح ببعضه إذا وافق كتبهم وبعضهم لايفرح بذلك البعض بل يغتم به وان وافقها وينكر الموافقة لئلا يتبع أحد منهم شريعته صلى الله تعالى عليه وسلم كما في قصة الرجم وأنت تعلم أن الجوابين ليسا بشيء وعلى تفسير الموصول بعامة أهل الكتاب فسر البعض البعض بما لم يوافق ماحرفوه وبين ذلك بأن منهم من يفرح بما وافق ومنهم من ينكره لعناده وشدة فساده وانكارهم لمخالفة المحرف بالقول دون القلب لعلمهم به أو هو بالنسبة لمن لم يحرفه ولعل نعى الانكار أوفق بالمقام من نعي التحريف عليهم على مالا يخفى على المتأمل وقيل : المراد بالموصول مطلق المسلمين وبالأحزاب اليهود والنصارى والمجوس 1 .
وأخرج ذلك ابن جرير عن قتادة فالمراد بالكتاب القرآن ومعنى يفرحون استمرار فرحهم وزيادته وقالت فرقة : المراد بالأحزاب أحزاب الجاهلية من العرب وقال مقاتل : هم بنو أمية وبنو المغيرة وآل أبي طلحة قل صادعا بالحق غير مكترث بمنكر بعض ماأنزل اليك إنما أمرت أن أعبد الله ولا أشرك به