في الرزائل البشرية والكدورات الطبيعية لو أن لهم مافي الأرض الجهة السفلية من الاموال والاسباب التي انجذبوا اليها بالمحبة فأهلكوا أنفسهم بها ومثله معه لافتدوا به مما ينالهم من الحجاب والحرمان اولئك لهم سوء الحساب لوقوفهم مع الافعال في مقام النفس ومأواهم جهنم الحرمان وبئس المهاد جهنم والعياذ بالله تعالى ونسأله العفو والعافية أفمن يعلم أنما أنزل اليك من ربك من القرآن الذي مثل بالماء المنزل من السماء والابريز الخالص في المنفعة والجدوى هو الحق الذي لاحق وراءه أو الحق الذي أشير اليه بالامثال المضروبة فيستجيب له كمن هو أعمى عمى القلب لايدركه ولا يقدر قدره وهو هو فيبقى حائرا في ظلمات الجهل وغياهب الضلال ولا يتذكر بما ضرب من الأمثال والمراد كمن لايعلم ذلك إلا أنه أريد زيادة تقبيح حاله فعبر عنه بالأعمى والهمزة للأنكار وإيراد الفاء بعدها لتوجيه الانكار إلى ترتب توهم المماثلة على ظهور حال كل منهما بما ضرب من الأمثال ومابين من المصير والمآل كأنه قيل : أبعد مابين حال كل من الفريقين ومالهما يتوهم المماثلة بينهما .
وقرأ زيد بن علي رضي الله تعالى عنهما أو من يعلم بالواو مكان الفاء إنما يتذكر بماذكر من المذكرات فيقف على ما بينهما من التفاوت والتنائي أولوا الألبب .
91 .
- أي العقول الخالصة المبرأة من متابعة الالف ومعارضة الوهم فاللب أخص من العقل وهو الذي ذهب اليه الراغب وقيل : هما مترادفان والقصد بما ذكر دفع ما يتوهم من أن الكفار عقلاء مع أنهم غير متذكرين ولو نزلوا منزلة المجانين حسن ذلك .
والآية 1 على ما روى عن ابن عباس Bهما في حمزة رضي الله تعالى عنه وأبى جهل وقيل : في عمر رضي الله تعالى عنه وأبي جهل وقيل : في عمار بن ياسر رضي الله تعالى عنه وأبي جهل وقد أشرنا إلى وجه اتصالها بما قبلها والعلامة الطيبي بعد أن قرر وجه الاتصال بأن فمن يعلم عطف على جملة للذين استجابوا الخ والهمزة مقحمة بين المعطوف والمعطوف عليه وذكر من معنى الآية على ذلك ماذكر قال : ثم إنك إذا أمعنت النظر وجدتها متصلة بفاتحة السورة يعني بقوله تعالى : والذي أنزل اليك من ربك الحق ولكن أكثر الناس لايؤمنون وهو كما ترى الذين يوفون بعهد الله بما عقدوا على أنفسهم من الاعتراف بربوبيته تعالى حين قالوا : بلى أو بما عهد الله تعالى عليهم في كتبه من الأحكام فالمراد بهم مايشمل جميع الأمم وإضافة العهد إلى الاسم الجليل من باب إضافة المصدر إلى مفعوله على الوجه الأول ومن باب إضافة المصدر إلى الفاعل على الثاني وإذا أريد بالعهد ما عقده الله تعالى عليهم يوم قال سبحانه : ألست بربكم كانت الاضافة مطلقا من باب إضافة المصدر إلى الفاعل وهو الظاهر كما في البحر وحكى حمل العهد على عهد ألست عن قتادة وحمله على ما عهد في الكتب عن بعضهم ونقل عن السدي حمله على ما عهد اليهم في القرآن وعن القفال حمله على مافي جبلتهم وقولهم من دلائل التوحيد والنبوات إلى غير ذلك واستظهر حمله على العموم ولا ينقضون الميثاق .
2 .
- ماوثقوا من المواثيق بين الله تعالى وبينهم من الايمان به تعالى والأحكام والنذور وما بينهم وبين العباد كالعقود وما ضاهاها وهو تعميم بعد تخصيص وفيه تأكيد للاستمرار المفهوم من صيغة المستقبل