بالانكار والنفي هو القيد والمقيد على مانص عليه غير واحد من المحققين وفي الانتصاف أن خلقوا كخلقه في سياق الانكار جيء به للتهكم فان غير الله تعالىلايخلق شيئا لامساويا ولا منحطا وقد كان يكفي في الانكار لولا ذلك أن الآلهة التي اتخذوها لاتخلق .
وتعقبه الطيبي بأن اثبات التهكم تكلف فانه ذكر الشيء وارادة نقيضه استحقارا للمخاطب كما في قوله تعالى : فبشرهم بعذاب اليم وههنا كخلقه جيء به مبالغة في إثبات العجز لآلهتهم على سبيل الاستدراج وارخاء العنان فانه تعالى لما أنكر عليهم أولا اتخاذهم من دونه شركاء ووصفها بأنها لاتملك لأنفسها نفعا ولاضرا فكيف تملك ذلك لغيرها أنكر عليهم ثانيا على سبيل التدرج وصف الخلق أيضا يعني هب أن أولئك الشركاء قادرون على نفع أنفسهم وعلى نفع عبدتهم فهل يقدرون على أن يخلقوا شيئا وهب أنهم قادرون على خلق بعض الاشياء فهل يقدرون على مايقدر عليه الخالق من خلق السموات والارض اه والحق أن الآية ناعية عليهم متهكمة بهم فان من لايملك لنفسه شيئا من النفع والضر أبعد من أن يفيدهم ذلك وكيف يتوهم فيه أنه خالق وأن يشتبه على ذي عقل فينبه على نفيه وهذا المقدار يكفي في الغرض فافهم قل تحقيقا للحق وارشادا لهم الله خالق كل شيء من الجواهر والاعراض ويلزم هذا أن لاخالق سواه لئلا يلزم التوارد وهو المقصود ليدل على المراد وهو نفي استحقاق غيره تعالى للعبادة والالوهية أي لاخالق سواه فيشاركه في ذلك الاستحقاق .
وبعموم الآية استدل اهل السنة على أن افعال العباد مخلوقة له تعالى والمعتزلة تزعم التخصيص بغير افعالهم ومن الناس من يحتج أيضا لما ذهب اليه أهل الحق بالآية الاولى وهو كما ترى وهو الواحد المتوحد بالالوهية المنفرد بالربوبية القهار .
61 .
- الغالب على كل ماسواه ومن جملة ذلك آلهتهم فكيف يكون المغلوب شريكا له تعالى وهذا على ماقيل كالنتيجة لما قبله وهو يحتمل أن يكون من مقول القول وأن يكون جملة مستأنفة .
أنزل من السماء أي من جهتها على ماهو المشاهد وقيل : منها نفسها ولا تجوز في الكلام واستدل له بآثار الله تعالى أعلم بصحتها وقيل : أنزل منها نفسها ماء أي كثيرا أو نوعا منه وهو ماء المطر باعتبار أن مباديه منها وذلك لتأثير الاجرام الفلكية في تصاعد البخار فيتجوز في من فسالت بذلك أودية دافعة في مواقعه لاجميع الاودية اذ الامطار لاتستوعب الاقطار وهو جمع واد .
قال أبو علي الفارسي : ولا يعلم أن فاعلا جمع على افعلة ويشبه أن يكون ذلك لتعاقب فاعل وفعيل على الشيء الواحد كعالم وعليم وشاهد وشهيد وناصر ونصير ثم ان وزن فاعل يجمع على أفعال كصاحب وأصحاب وطائر وأطيار ووزن فعيل يجمع على أفعلة كجريب وأجربة ثم لما حصلت المناسبة المذكورة بين فاعل وفعيل لاجرم يجمع فاعل جمع فعيل فيقال : واد وأودية ويجمع فعيل جمع فاعل يتيم وأيتام وشريف وأشراف اه ونظير ذلك ناد وأندية وناج وانجية قيل : ولا رابع لها وفي شرح التسهيل مايخالفه والوادي الموضع الذي يسيل فيه الماء بكثرة وبه سميت الفرجة بين الجبلين ويطلق على الماء الجاري فيه وهو اسم فاعل من ودى اذا سال فان اريد الاول فالاسناد مجازى أو الكلام على تقدير مضاف كما قال الامام أي مياه أودية وان أريد الثاني وهو معنى مجازي من باب اطلاق اسم المحل على الحال فالاسناد حقيقي وايثار التمثيل بالأودية على