الغيبة وحسن موقعها أما الاول فما فيه من تخصيص الوعيد المدمج في سواء منكم ولهذا ذيل بقوله تعالى : ان الله لايغير مابقوم الى من وال وفيه من التهديد مالايخفى على ذي بصيرة والحث على طلب النجاة زيادة التقريع في قوله تعالى : هو الذي يريكم وفي مجيء سواء منكم .
هو الذي يريكم بعد قوله تعالى : الله يعلم هكذا من دون حرف النسق لأن الأول مقرر لقوله سبحانه : الله يعلم مع زيادة الادماج المذكور تحقيقا للعلم والثاني مقرر لما ضمن من الدلالة على القدرة في قوله تعالى : وكل شيء عنده بمقدار مع رعاية نمط التعديد على أسلوب الرحمن علم القرآن مايبهر الالباب ويظهر للتأمل في وجه الاعجاز التنزيلي العجب العجاب وأما الثاني 1 فما فيه من الدلالة على أنهم مع وضوح الآيات وتلاوتها عليهم والتنبيه البالغ ترغيبا وترهيبا لم يبالوا بها بالة فكأنه يشكوا جنايتهم الى من يستحق الخطاب أو كمن يدمدم في نفسه أني أصنع بهم وأفعل كيت وكيت جزاء ماارتكبوه ليرى مايريد أن يوقع بهم وعلى هذا فقوله تعالى : هم إلى آخره معطوف على قوله تعالى : ويقول الذي كفروا لولا أنزل المعطوف على ويستعجلونك والعدول عن الفعلية إلى الاسمية وطرح رعاية التناسب للدلالة على أنهم ماازدادوا بعد الآيات الا عنادا وأما الذين كفروا فزادتهم رجسا إلى رجسهم وجاز أن يقال : إنه معطوف على هو الذي يريكم على معنى هو الذي يريكم هذه الآيات الكوامل الدالة على القدرة والرحمة وأنتم تجادلون فيه سبحانه وهذا أقرب مأخذا والأول أملا بالفائدة اه ومخايل التحقيق ظاهرة عليه وزعم الطيبي أن الأنسب لتأليف النظم أن يكون هذا تسلية لحبيبه صلى الله عليه وسلّم فانه تعالى لما نعى على كفار قريش عنادهم في اقتراحهم الآيات كآيات موسى وعيسى عليهما السلام وإنكارهم كون الذي جاء E آيات سلاه جل شأنه بماذكر كأنه قال : هون عليك فانك لست مختصا بذلك فانه مع ظهور الآيات البينات ودلائل التوحيد يجادلون في الله تعالى باتخاذ الشركاء واثبات الاولاد ومع شمول علمه تعالى وكمال قدرته جل جلاله ينكرون الحشر والنشر ومع قهر سلطانه وشديد سطوته يقدمون على المكايدة والعناد فلا تذهب نفسك عليهم حسرات فليتأمل ولا يستحسن العطف على يرسل الصواعق لعدم الاتساق وجوز أن تكون الجملة حالا من مفعول يصيب أي يصيب بها من يشاء في حال جداله أو من مفعول يشاء على ماقيل وهو كما ترى ولايعين سبب النزول الحالية كما لايخفى وهو سبحانه وتعالى شديد المحال .
31 .
- أي المماحلة وهي المكايدة من محل بفلان بالتخفيف إذا كاده وعرضه للهلاك ومنه تمحل لكذا إذا تكلف استعمال الحيلة واجتهد فيه فهو مصدر كالقتال وقيل : هو اسم لامصدر من المحل بمعنى القوة وحمل على ذلك قول الاعشى : فرع نبل يهتز في غصن المج .
د عظيم الندى شديد المحال وقول عبد المطلب : لايغلبن صليبهم ومحالهم عدوا محالك .
وكأن أصله من المحل بمعنى القحط وكلا التفسيرين مروى على ابن عباس وقيل : هو مفعل لافعال من الحول بمعنى القوة وقال ابن قتيبة هو كذلك من الحيلة المعروفة وميمه زائدة كميم مكان وغلطه الأزهري بأنه لو كان مفعلا لكان كمرود ومحور واعتذر عن ذلك بأنه أعل على غير قياس وأيد دعوى الزيادة بقراءة الضحاك والأعرج المحال بفتح الميم