تكون سبب الهلاك ومن هنا كان كشف سجف الجمال للسالكين على سبيل التدريج فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه قيل : إن الله تعالى أمره بذلك ليكون شريكا لاخوته في الايذاء بحسب الظاهر فلا يخجلوا بين يديه إذا كشف الأمر وحيث طلب قلب بنيامين لعين برؤية يوسف احتمل الملامة وكيف لايحتمل ذلك وبلاء العالم محمول بلمحة رؤية المعشوق والعاشق الصادق يؤثر الملامة ممن كانت في هوى محبوبه .
أجد الملامة في هواك لذيذة حبا لذكرك فليلمني اللوم وفي الآية على ماقيل اشارة لطيفة إلى أن من اصطفاه الله تعالى في الأزل لمحبته ومشاهدته وضع في رحله صاع ملامة الثقلين ألا ترى الى مافعل بآدم عليه السلام صفيه كيف اصطفاه ثم عرض عليه الامانة التي لم يحملها السموات والأرض والجبال وأشفقن منها فحملها ثم هيج شهوته الى حبة حنطة ثم نادى عليه بلسان الازل فعصى آدم ربه فغوى وذلك لغاية حبه له حتى صرفه عن الكون ومافيه ومن فيه اليه ولولا أن كشف جماله له لم يتحمل بلاء الملامة وهذا كما فعل يوسف عليه السلام بأخيه آواه اليه وكشف جماله له وخاطبه بما خاطبه ثم جعل السقاية في رحله ثم نادى عليه بالسرقة ليبقيه معه نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم أي نرفع درجاتهم في العلم فلا يزال السالكون يترقون في العلم وتشرب أطيار أرواحهم القدسية من بحار علومه تعالى على مقادير حواصلها وتنتهي الدرجات بعلم الله تعالى فان علوم الخلق محدودة وعلمه تعالى غير محدود والى الله تعالى تصير الامور قالوا أن يسرق فقد سرق أخ له من قبل قال بعض السادات : لما كان بنيامين بريئا مما رمى به من السرقة أنطقهم الله تعالى حتى رموا يوسف عليه السلام بالسرقة وهو بريء منها فكان ذلك من قبيل واحدة بواحدة ليعلم العالمون أن الجزاء واجب .
وقال بعض العارفين : إنهم صدقوا بنسبة السرقة الى يوسف عليه السلام ولكنها سرقة ألباب العاشقين وأفئدة المحبين بما أودع فيه من محاسن الأزل قال معاذ الله أن نأخذ الا من وجدنا متاعنا عنده الاشارة في ذلك من الحق D أن لانفشي أسرارنا وندني الى حضرتنا الا من كان في قلبه استعداد قبول معرفتنا أولا نختار لكشف جمالنا الا من كان في قلبه شوق الى وصالنا وقال بعض الخراسانين : الاشارة فيه انا لانأخذ من عبادنا أشد أخذ الا من ادعى فينا أو أخبر عنا ما لم يكن له الاخبار عنه والادعاء فيه وقال بعضهم : الا من مد يده الى مالنا وادعاه لنفسه وقال أبو عثمان : الاشارة انا لانتخذ من عبادنا وليا الا من ائتمناه على ودائعنا فحفظها ولم يخن فيها ولطيفة الواقعة أنه عليه السلام لم يرض أن يأخذ بدل حبيبه أذ ليس للحبيب بديل في شرع المحبة .
أبى القلب الا أحب ليلى فبغضت الى نساء مالهن ذنوب ان ابنك سرق قال بعضهم : انهم صدقوا بذلك لكنه سرق أسرار يوسف عليه السلام حين سمع منه في الخلوة ماسمع ولم يبده لهم عسى الله أن يأتيني بهم جميعا أنه هو العليم الحكيم كأنه عليه السلام لما رأى اشتداد البلاء قوى رجاؤه بالفرج فقال ماقال .
اشتدى أزمة تنفرجي قد آذن ليلك بالبلج وكان لسان حاله يقول