من قرأ وإن تبدوا مافي أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر بنصب يغفر ولا فرق في ذلك بين أن تكون أداة الشرط جازمة أو غير جازمة .
وقرأ نصر بن عاصم وأبو حيوة وابن السميقع وعيسى البصرة وابن محيصن وكذا الحسن ومجاهد في رواية فنجا ماضيا مخففا و من فاعله وروى عن ابن محيصن أنه قرأ كذلك إلا أنه شدد الجيم والفاعل حينئذ ضمير النصر و من مفعوله وقد رجحت قراءة عاصم ومن معه بأن المصاحف اتفقت على رسمها بنون واحدة وقال مكي : أكثر المصاحف عليه فأشعر بوقوع خلاف في الرسم وحكاية الاتفاق نقلت عن الجعبري وابن الجزري وغيرهما وعن الجعبري أن قراءة من قرأ بنونين توافق الرسم تقديرا لأن النون الثانية ساكنة مخفاة عند الجيم كما هي مخفاة عند الصاد والظاء في لننصر والاخفاء لكونه سترا يشبه الادغام لكونه تغييبا فكما يحذف عند الادغام يحذف عند الاخفاء بل هو عنده أولى لمكان الاتصال وعن أبي حيوة أنه قرأ فنجى من يشاء بياء الغيبة أي من يشاء الله تعالى نجاته ولايرد بأسنا عذابنا عن القوم المجرمين .
11 .
- إذا نزل بهم وفيه بيان لمن تعلق بهم المشيئة لأنه يعلم من المقابلة أنهم من ليسوا بمجرمين وقرأ الحسن بأسه بضمير الغائب أي بأس الله تعالى ولا يخفى مافي الجملة من التهديد والوعيد لمعاصري النبي صلى الله عليه وسلّم لقد كان في قصصهم أي قصص الانبياء عليهم السلام وأممهم وقيل : قصص يوسف وأبيه وأخوته عليهم السلام وروى ذلك عن مجاهد وقيل : قصص أولئك وهؤلاء والقصص مصدر بمعنى المفعول ورجح الزمخشري الأول بقراءة أحمد بن جبير الانطاكي عن الكسائي وعبد الوارث عن أبي عمرو قصصهم بكسر القاف جمع قصة ورد بأن قصة يوسف وأبيه وإخوته مشتملة على قصص وأخبار مختلفة على أنه قد يطلق الجمع على الواحد وفيه أنه كما قيل الا أنه خلاف المتبادر المعتاد فانه يقال في مثله قصة لاقصص واقتصر ابن عطية على القول الثالث وهو ظاهر في اختياره عبر لأولى الالباب أي لذوي العقول المبرأة عن الاوهام الناشئة عن الالف والحس وأصل اللب الخالص من الشيء ثم انطلق على ما زكا من العقل فكل لب عقل وليس كل عقل لبا وقال غير واحد : إن اللب هو العقل مطلقا وسمي بذلك لكونه خالص مافي الانسان من قواه ولم يرد في القرآن الا جمعا والعبرة كما قال الراغب الحالة التي يتوصل بها من معرفة المشاهد الى ما ليس بمشاهد وفي البحر أنها الدلالة التي تعبر بها الى العلم ما كان أي القرآن المدلول عليه بما سبق دلالة واضحة واستظهر أبو حيان عود الضمير الى القصص فيما قبل واختار بعضهم الأول لأنه يجري على القراءتين بخلاف عوده الى المتقدم فانه لايجري على قراءة القصص بكسر القاف لأنه كان يلزم تأنيث الضمير وجوز بعضهم عوده الى القصص في القراءة به واليه في ضمن المكسور في القراءة به وكذا الى المكسور نفسه والتذكير باعتبار الخبر وهو كما ترى حديثا يفترى أي يختلق ولكن تصديق الذي بين يديه من الكتب السماوية وتفصيل أي تبين كل شيء قيل : أي مما يحتاج اليه في الدين اذ ما من أمر ديني الا وهو يستند الى القرآن بالذات أو بواسط وقال ابن الكمال : إن كل للتكثير والتفخيم لا للإحاطة والتعميم