بوزن رمى وبه قرأ ابن محيصن وكيء بتقديم الياء على الهمزة وذكر صاحب اللوامح أن الحسن قرأ وكي بياء مكسورة من غير همز ولا ألف ولا تشديد و آية في موضع التمييز و من زائدة وجر تمييز كأين بها دائمي أو أكثري وقيل : هي مبينة للتمييز المقدر والمراد من الآية الدليل على وجود الصانع ووحدته وكمال علمه وقدرته وهي وإن كانت مفردة لفظا لكنها في معنى الجمع أي آيات لمكان كائن والمعنى وكأي عدد شئت من الآيات الدالة على صدق ما جئت به غير هذه الآية في السموات والأرض أي كائنة فيهما من الاجرام الفلكية ومافيها من النجوم وتغير أحوالها ومن الجبال والبحار وسائر مافي الارض من العجائب الفائتة للحصر : وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد يمرون عليها يشاهدونها وهم عنها معرضون .
501 .
- غير متفكرين فيها ولا معتبرين بها وفي هذا من تأكيد تعزية صلى الله عليه وسلّم وذم القوم مافيه والظاهر أن في السموات والارض في موضع الصفة لآية وجملة يمرون خبر كأين كما أشرنا اليه سابقا وجوز العكس وقرأ عكرمة وعمرو بن قائد والأرض بالرفع على أن في السموات هو الخبر لكأين والارض مبتدأ خبره الجملة بعده ويكون ضمير عليها للأرض لا للآيات كما في القراءة المشهورة وقرأ السدي والأرض بالنصب على أنه مفعول بفعل محذوف يفسره يمرون وهو من الاشتغال المفسر بما يوافقه في المعنى وضمير عليها كما هو فيما قبل أي ويطؤون الارض يمرون عليها وجوز أن يقدر يطؤن ناصبا للأرض وجملة يمرون حال منها أو من ضمير عاملها .
وقرأ عبدالله والأرض بالرفع و يمشون بدل يمرون والمعنى على القراآت الثلاث أنهم يجيئون ويذهبون في الأرض ويرون آثار الامم الهالكة وما فيها من الآيات والعبر ولا يتفكرون في ذلك .
وما يؤمن أكثرهم بالله في اقرارهم 1 بوجوده تعالى وخالقيته إلا وهم مشركون .
601 .
- به سبحانه والجملة في موضع الال من الاكثر أي مايؤمن أكثرهم الا في حال اشراكهم قال ابن عباس ومجاهد وعكرمة والشعبي وقتادة : هم أهل مكة آمنوا وأشركوا كانوا يقولون في تلبيتهم : لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك ومن هنا كان A اذا سمع احدهم يقول : لبيك لاشريك لك يقول له : قط قط أي يكفيك ذلك ولا تزد الا شريكا الخ وقيل : هم أولئك آمنوا لما غشيهم الدخان في سني القحط وعادوا الى الشرك بعد كشفه وعن ابن زيد وعكرمة وقتادة ومجاهد أيضا أن هؤلاء كفار العرب مطلقا أقروا بالخالق الرازق المميت وأشركوا بعبادة الاوثان والاصنام وقيل : أشركوا بقولهم : الملائكة بنات الله سبحانه وعن ابن عباس أيضا أنهم أهل الكتاب أقروا بالله تعالى وأشركوا به من حيث كفروا بنبيه صلى الله تعالى عليه وسلم أو من حيث عبدوا عزيزا والمسيح عليهما السلام .
وقيل : أشركوا بالتبني واتخاذهم أحبارهم ورهبانهم أربابا وقيل : هم الكفار الذين يخلصون في الدعاء عند الشدة ويشركون اذا نجوا منها وروى ذلك عن عطاء وقيل : هم الثنوية قالوا بالنور والظلمة وقيل :