وما دبروه وهو مما أخفوه حتى لايعلمه غيرهم فلا يمكن تعلمه من الغير ولا يخلو عن حسن وأياما كان ففي الآية إيذان بأن ماذكر من النبأ هو الحق المطابق للواقع وما ينقله أهل الكتاب ليس على ماهو عليه : وما أكثر الناس الظاهر العموم وقال ابن عباس : إنهم أهل مكة ولو حرصت أي على إيمانهم وبالغت في إظهار الآيات القاطعة الدالة على صدقك عليهم بمؤمنين .
301 .
- لتصميمهم على الكفر واصرارهم على العناد حسما اقتضاه استعدادهم و حرص من باب ضرب وعلم كلاهما لغة فصيحة وجواب لو محذوف للعلم به والجملة معترضة بين المبتدأ والخبر قال ابن الانباري : سألت قريش واليهود رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم عن قصة يوسف عليه السلام فنزلت مشروحة شرحا وافيا فأمل E أن يكون ذلك سبب اسلامهم وقيل : إنهم وعدوه أن يسلموا فلما لم يفعلوا عزاه تعالى بذلك وقيل : إنها نزلت في المنافقين وقيل : في النصارى وقيل : في المشركين فقط وقيل : في أهل الكتاب فقط وقيل : في الثنوية وما تسألهم عليه أي هذا الانباء أو جنسه أو القرآن وأيا ما كان فالضمير عائد على ما يفهم مما قبله 1 والمعنى ما تطلب منهم على تبليغه من أجر اي جعل ما كما يفعله حملة الأخبار إن هو إلا ذكر أي ماهو الا تذكير وعظة من الله تعالى للعالمين .
401 .
- كافة والجملة كالتعليل لما قبلها 2 لأن الوعظ العام ينافي أخذ الأجرة من البعض لأنه لايختص بهم وقيل : اريد أنه ليس الا عظة من الله سبحانه امرت أن أبلغها فوجب على ذلك فكيف أسأل أجرا على اداء الواجب وهو خلاف الظاهر وعليه تكون الآية دليلا على حرمة أخذ الاجرة على اداء الواجبات وقرأ مبشر بن عبيد وما نسألهم بالنون .
وكأين من ءاية أي وكم من آية قال الجلال السيوطي : إن كأي اسم ككم التكثيرية الخبرية في المعنى مركب من كاف التشبيه وأي الاستفهامية المنونة وحكيت ولهذا جاز الوقف عليها بالنون لأن التنوين لما دخل في التركيب أشبه النون الأصلية ولذا رسم في المصحف نونا ومن وقف عليها بحذفه أعتبر حكمه في الاصل وقيل : الكاف فيها هي الزائدة قال ابن عصفور : ألا ترى أنك لاتريد بها معنى التشبيه وهي مع ذا لازمه وغير متعلقة بشيء وأي مجرورها وقيل : هي اسم بسيط واختاره أبو حيان قال : ويدل على ذلك تلاعب العرب بها في اللغات وإفادتها للاستفهام نادر حتى أنكره الجمهور ومنه قول أبي لابن مسعود : كأين تقرأ سورةالأحزاب آية فقال : ثلاثا وسبعين والغالب وقوعها خبرية ويلزمها الصدر فلا تجر خلافا لابن قتيبة وابن عصفور ولا يحتاج إلى سماع والقياس على كم يقتضي أن يضاف اليها ولا يحفظ ولا يخبر عنها الا بجملة فعليه مصدرة بماض أو مضارع كما هنا قال أبو حيان : والقياس أن تكون في موضع نصب على المصدر أو الظرف أو خبر كان كما كان ذلك في كم وفي البسيط أنها تكون مبتدأ وخبرا ومفعولا ويقال فيها : كائن بالمذ بوزن اسم الفاعل من كان ساكنة النون وبذلك قرأ ابن كثير وكأ بالقصر بوزن عم وكأي