واخوته وسائر آله سوى الأطفال ومعهم قواد الملك ومشايخ أهل مصر ودفنوه في المكان الذي أراد ثم رجعوا وقد توهم إخوة يوسف منه عليه السلام أن يسيء المعاملة معهم بعد موت أبيهم عليه السلام فلما علم ذلك منهم قال لهم : لاتخافوا إني أخاف الله تعالى ثم عزاهم وجبر قلوبهم ثم أقام هو وآل أبيه بمصر وعاش مائة وعشر سنين حتى رأى لأفرايم ثلاثة بنين وولد بنو ماخير بن منشا في حجره أيضا ثم لما أحس بقرب أجله قال لأخوته : إني ميت والله سبحانه سيذكركم ويردكم إلى البلد الذي اقسم أن يملكه إبراهيم وإسحق ويعقوب فاذا ذكركم سبحانه وردكم إلى ذلك البلد فاحملوا عظامي معكم ثم توفى عليه السلام فحنطوه وصيروه في تابوت بمصر وبقي إلى زمن موسى عليه السلام فلما خرج حمله حسبما أوصى عليه السلام 1 ذلك إشارة إلى ماذكر من أنباء يوسف عليه السلام وما فيه من معنى البعد لما مر مرارا والخطاب للرسول صلى الله عليه وسلّم وهو مبتدأ وقوله تعالى : من أنباء الغيب الذي لايحوم حوله أحد خبره وقوله سبحانه : نوحيه إليك خبر بعد خبر أو حال من الضمير في الخبر وجوز أن يكون ذلك اسما موصولا مبتدأ و من انباء الغيب صلته و نوحيه اليك خبره وهو مبني على مذهب مرجوح من جعل سائر اسماء الاشارة موصولات .
وما كنت لديهم يريد اخوة يوسف عليه السلام إذ أجمعوا أمرهم وهو جعلهم اياه في غيابة الجب وهم يمكرون .
201 .
- به ويبغون له الغوائل والجملة قيل : كالدليل على كون ذلك من أنباء الغيب وموحى اليه E والمعنى أن هذا النبأ غيب لم تعرفه الا بالوحي لأنك لم تحضر أخوة يوسف عليه السلام حين عزموا على ما هموا به من أن يجعلوه في غيابة الجب وهم يمكرون به ومن المعلوم الذي لايخفى على مكذبيك أنك ما لقيت أحدا سمع ذلك فتعلمته منه وهذا من المذهب الكلامي على مانص عليه غير واحد وإنما حذف الشق الأخير مع أن الدال على ماذكر مجموع الأمرين لعلمه من آية أخرى كقوله تعالى : ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل وقال بعض المحققين : إن هذا تهكم بمن كذبه وذلك من حيث أنه تعالى جعل المشكوك فيه كونه عليه السلام حاضرا بين يدي أولاد يعقوب عليه السلام ماكرين فنفاه بقوله : وما كنت لديهم وانما الذي يمكن أن يرتاب فيه المرتاب قبل التعرف هو تلقيه من أصحاب هذه القصة وكان ظاهر الكلام أن ينفى ذلك فما جعل الكشوك مالا ريب فيه لأن كونه E لم يلق أحدا ولا سمع كان عندهم كفلق الفجر جاء التهكم البالغ وصار حاصل المعنى قد علمتم يا مكابرة أنه لم يكن مشاهدا لمن مضى من القرون الخالية وانكاركم لما أخبر به يفضي الى أن تكابروا بأنه قد شاهد من مضى منهم وهذا كقوله تعالى : أم كنتم شهداء اذ وصاكم الله بهذا ومنه يظهر فائدة العدول عن أسلوب ما كنت تعلمها أنت ولا قومك الى هذا الاسلوب وهو أبلغ مما ذكر أولا وذكر لترك ذلك نكتة أخرى أيضا وهي أن المذكور مكرهم