والكبائر التي لايغفرها غيره سبحانه ويتفضل على التائب بالقبول والجملة اما بيان للوثوق باجابة الدعاء أو تحقيق لحصول المغفرة لأنه عفا عنهم فالله تعالى اولى بالعفو والرحمة لهم هذا .
ومن كرم يوسف عليه السلام ما روى أن أخوته أرسلوا اليه إنك تدعونا إلى طعامك بكرة وعشية ونحن نستحي منك بما فرط منا فيك فقال عليه السلام : إن أهل مصر وإن ملكت فيهم كانوا ينظرون إلى بالعين الأولى ويقولون : سبحان من بلغ عبدا بيع بعشرين درهما ما بلغ ولقد شرفت بكم الآن وعظمت في العيون حيث علم الناس أنكم أخوتي وأني من حفدة ابراهيم عليه السلام والظاهر أنه عليه السلام أنه حصل بذلك من العلم للناس مالم يحصل قبل فانه عليه السلام على مادل عليه بعض الآيات السابقة والاخبار قد أخبرهم أنه ابن من وممن .
وكذا ماأخرجه سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال : قال الملك يوما ليوسف عليه السلام اني أحب أن تخالطني في كل شيء الا في أهلي وأنا آنف أن تأكل معي فغضب يوسف عليه السلام فقال : أنا أحق أن آنف أنا ابن ابراهيم خليل الله وأنا ابن اسحق ذبيح الله وأنا ابن يعقوب نبي الله لكن لم يشتهر ذلك أو لم يفد الناس علما وفي التوراة التي بأيدي اليهود اليوم أنه عليه السلام لما رأى من إخوته مزيد الخجل أدناهم اليه وقال : لايشق عليكم أن بعتموني والى هذا المكان أوصلتموني فان الله تعالى قد علم ما يقع من القحط والجدب وما ينزل بكم من ذلك ففعل ماأوصلني به الى هذا المكان والمكانة ليزيل عنكم بي ما ينزل بكم ويكون ذلك سببا لبقائكم في الأرض وانتشار ذراريكم فيها وقد مضت من سني الجدب سنتان وبقى خمس سنين وأنا اليوم قد صيرني الله تعالى مرجعا لفرعون وسيد لأهله وسلطانا على جميع أهل مصر فلا يضق عليكم أمركم إذهبوا بقميصي هذا هو القميص الذي كان عليه حينئذ كما هو الظاهر وعن ابن عباس وغيره أنه القميص الذي كساه الله تعالى ابراهيم عليه السلام حين ألقى في النار وكان من قمص الجنة جعله يعقوب حين وصل اليه في قصبة فضة وعلقة في عنق يوسف وكان لايقع على عاهة من عاهات الدنيا الا برأها باذن الله تعالى وضعف هذا بأن قوله : إني لأجد ريح يوسف يدل على أنه عليه السلام كان لابسا له في تعويذته كما تشهد به الاضافة الى ضميره وهو تضعيف ضعيف كما لايخفى وقيل هو القميص الذي قد من دبر وأرسله ليعلم أنه عصم من الفاحشة ولا يخفى بعده وأياما كان فالباء اما للمصاحبة أو للملابسة أي أذهبوا مصحوبين أو ملتبسين به أو للتعدية على ماقيل أي أذهبوا قميصي هذا فألقوه على وجه أبي يات بصيرا أي يصر بصيرا ويشهد له فارتد بصيرا أو يأت الي وهو بصير وينصره قوله : وأتوني بأهلكم أجمعين .
39 .
- من النساء والذراري وغيرهم مما ينتظمه لفظ الأهل كذا قالوا .
وحاصل الوجهين كما قال بعض المدققين أن الاتيان في الاول مجاز عن الصيرورة ولم يذكر اتيان الاب اليه لالكونه داخلا في الاهل فانه يجل عن التابعية بل تفاديا عن أمر الاخوة بالاتيان لأنه نوع اجبار على من يؤتى به فهو الى اختياره وفي الثاني على الحقيقة وفيه التفادي المذكور والجزم بأنه من الآتين لامحالة وثوقا بمحبته وان فائدة الالقاء اتيانه على ما أحب من كونه معافى سليم البصر وفيه أن صيرورته بصيرا أمر