فعل الولد سكن غضبه فقال لأخوته : من مسني منكم فقالوا : مامسك أحد منا فقال : لقد مسني ولد من آل يعقوب عليه السلام ثم قال لأخوته كم عدد الأسواق بمصر قالوا : عشرة قال : أكفوني أنتم الأسواق وأنا أكفيكم الملك أو أكفوني أنتم الملك أو اكفوني أنتم الملك وأنا أكفيكم الأسواق فلما أحس يوسف عليه السلام بذلك قام اليه وأخذ بتلابيبه وصرعه وقال : أنتم يا معشر العبرانيين تزعمون أن لا أحد أشد منكم قوة فعند ذلك خضعوا وقالوا : ياأيها العزيز الخ ويمكن على هذا أن يكون حصول اليأس الكامل لهم من مجموع الأمرين .
وجوز بعضهم كون ضمير منه لبنيامين وتعقب بأنهم لم ييأسوا منه بدليل تخلف كبيرهم لأجله وروى أبو ربيعة عن البزي عن ابن كثير أنه قرأ استأيسوا من أيس يعقوب 1 يئس ودليل القلب على مافي البحر عدم انقلاب ياء أيس ألفا لتحركها وانفتاح ماقبلها وحاصل المعنى 2 لما انقطع طمعهم بالكلية خلصوا انفردوا عن غيرهم واعتزلوا الناس .
وقول الزجاج : انفرد بعضهم عن بعض فيه نظر نجيا أي متناجين متشاورين فيما يقولون لأبيهم E وإنما وحده وكان الظاهر جمعه لأنه حال من ضمير الجمع لأنه مصدر بحسب الأصل كالتناجي أطلق على المتناجين مبالغة أو لتأويله بالمشتق والمصدر ولو بحسب الأصل يشمل القليل والكثير أو لكونه على زنة المصدر لأن فعيلا من أبنية المصادر هو فعيل بمعنى مفاعل كجليس بمعنى مجالس وكعشير 3 بمعنى معاشر أي مناج بعضهم بعضا فيكونون متناجين وجمعه أنجية قال لبيد : وشهدت أنجية الخلافة عاليا كعبي وأرداف الملوك شهود 4 وأنشد الجوهري : إني إذا ماالقوم كانوا أنجيه واضطربوا مثل اضطراب الارشيه .
هناك أوصيني ولا توصي بيه .
وهو على خلاف القياس إذ قياسه في الوصف افعلاء كغني وأغنياء قال كبيرهم أي رئيسهم وهو شمعون قاله مجاهد أو كبيرهم في السن وهو روبيل قاله قتادة أو كبيرهم في العقل وهو يهوذا قاله وهب والكلبي وعن محمد بن إسحق أنه لاوى ألم تعلموا كأنهم أجمعوا عند التناجي على الانقلاب جملة ولم يرض به فقال منكرا عليهم : ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله عهدا يوثق به وهو حلفهم بالله تعالى وكونه منه تعالى لأنه بإذنه فكأنه صدر منه تعالى أو هو من جهته سبحانه فمن ابتدائية ومن قبل أي من قبل هذا والجار والمجرور متعلق بقوله تعالى : مافرطتم في يوسف أي قصرتم في شأنه ولم تحفظوا عهد أبيكم فيه وقد قلتم ماقلتم و ما مزيدة والجملة حالية وهذا على ماقيل أحسن الوجوه في الآية وأسلمها وجوز أن تكون ما مصدرية ومحل المصدرالنصب عطفا على مفعول تعلموا أي ألم تعلموا أخذ أبيكم موثقا عليكم وتفريطكم السابق في شأن يوسف عليه السلام وأورد عليه أمران الفصل بين حرف العطف والمعطوف بالظرف وتقديم معمول صلة الموصول الحرفي عليه وفي جوازهما خلاف للنحاة والصحيح الجواز خصوصا بالظرف المتوسع فيه وقيل :