ويرى ذلك كثيرا أو صعبا عليه وهو كما ترى وجوز أن يكون ذلك إشارة الى الكيل الذي هم بصدده وتضمنه كلامهم وهو المنضم اليه كيل البعير الحاصل بسبب أخيهم المتعهد بحفظه كأنهم لما ذكروا ما ذكروا وصرحوا بما يفهم منه مبالغة في استنزال أبيهم فقالوا : ذلك الذي نحن بصدده كيل سهل لامشقة فيه ولا محنة تتبعه وقد يبقى الكيل على معناه المصدري والكلام على هذا الطرز إلا يسيرا .
وجوز بعضهم كون ذلك من كلام يعقوب عليه السلام والاشارة الى كيل البعير أي كيل بعير واحد شيء قال لا يخاطر لمثله بالولد وكان الظاهر على هذا ذكره مع كلامه السابق أو اللاحق وقيل : معنى ما نبغي أي مطلب نطلب من مهماتنا والجمل الواقعة بعده توضيح وبيان لما يشعر به الانكار من كونهم فائزين ببعض المطالب أو متمكنين من تحصيله فكأنهم قالوا : هذه بضاعتنا حاضرة فنستظهر بها ونمير أهلنا ونحفظ أخانا من المكروه ونزداد بسببه غير ما نكتاله لأنفسنا كيل بعير فأي شيء نبغي وراء هذه المباغي وما ذكرنا من العطف على المقدر هو المشهور وفي الكشف لك أن تقول : إن نمير وما تلاه معطوف على مجموع ما نبغي والمعنى اجتماع هذين القولين منهم في الوجود ولا يحتاج الى جامع وراء ذلك لكونهما محكمين قولا لهم على أنه حاصل لاشتراك الكل في كونه لاستنزال يعقوب عليه السلام عن رأيه وأن الملك اذا كان محسنا كان الحفظ أهون شيء والاستفهام لرجوعه الى النفي لايمنع العطف ووافقه في ذلك بعضهم .
وقرأ ابن مسعود وأبو حيوة ما تبغي بتاء الخطاب وروت عائشة رضي الله تعالى عنها عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم والخطاب ليعقوب عليه السلام والمعنى أي شيء وراء هذه المباغي المشتملة علىسلامة أخينا وسعة ذات ايدينا أو وراء ما فعل الملك من الاحسان داعيا الى التوجه اليه والجملة المستأنفة موضحة أيضا لذلك أو أي شيء تبغي شاهدا على صدقنا فيما وصفنا لك من إحسانه والجملة المذكورة عبارة عن الشاهد المدلول عليه بفحوى الانكار ويحتمل أن تكون ما نافية ومفعول نبغي محذوف أن ما نبغي شيئا غير ما رأيناه من احسان الملك في وجوب المراجعة اليه أو ما نبغي غير هذه المباغي والقول بأن المعنى ما نبغي منك بضاعة أخرى نشتري بها ضعيف والجملة المستأنفة على كل تقدير تعليل للنفي وإما اذا فسر البغي بمجاوزة الحد فما نافية فقط والمعنى ما نبغي في القول ولا نكذب فيما فيما وصفنا لك من احسان الملك الينا وكرمه الموجب لما ذكر والجملة المستأنفة لبيان ما ادعوا من عدم البغي وقوله : ونمير الخ عطف على مانبغي أي لانبغي فيما نقول ونمير ونفعل كيت وكيت فاجتمع أسباب الاذن في الارسال والأول كالتمهيد والمقدمة للبواقي والتناسب من هذا الوجه لأن الكل متشاركة في أن المطلوب يتوقف عليها بوجه ما على أنه لو لم يكن غير الاجتماع في المقولية لكفي على ما مر آنفا عن الكشف .
وجوز 1 كونه كلاما ما مبتدأ أي جملة تذييلية اعتراضية كقولك : فلان ينطق بالحق والحق أبلج كأنه قيل : وينبغي أن نمير ووجه التأكيد الذي يقتضيه التذييل أن المعنى أن الملك محسن ونحن محتاجون ففيم التوقف في الارسال وقد تأكد موجباه وقال العلامة الطيبي : إنما صح التأكيد والتذييل لأن الكلام في الامتياز وكل من الجمل بمعناه أو المعنى مانبغي في الرأي وما نعدل عن الصواب فيما نشير به عليك من ارسال