أيديهن الخناجر توهمه أنهن يثبن عليه فيكون خائفا من مكرها دائما فلعله يجيبها إلى مرادها والسكين مذكر عند السجستاني قال : وسألت أبا زيد الأنصاري والأصمعي وغيرهم ممن أدركناه فكلهم يذكره وينكر التأنيث فيه وعن الفراء أنه يذكر ويؤنث وذلك حكى عن اللحياني ويعقوب ومنع بعضهم أن يقال : سكينة وأنشد عن الكسائي ما يخالف ذلك وهو قوله : الذئب سكينته في شدقه ثم قرابا نصلها في حلقه وقالت ليوسف عليه السلام وهن مشغولات بمعالجة السكاكين وإعمالها فيما بأيديهن والعطف بالواو ربما يشير إلى أن قوله : اخرج عليهن أي أبرز لهن لم يكن عقيب ترتيب أمورهن ليتم غرضها بهن .
والظاهر أنها تأمره بالخروج إلا لمجرد أن يرينه فيحصل مرامها وقيل : أمرته بالخروج عليهن للخدمة أو للسلام وقد أضمت مع ذلك ما أشمرت يحكى أنها ألبسته ثيابا بيضا في ذلك اليوم لأن الجميل أحسن ما يكون في البياض فلما رأينه عطف على مقدر يستدعيه الأمر بالخروج وينسحب عليه الكلام أي فخرج عليهن فرأينه وإنما حذف على ما قيل : تحقيقا لمفاجأة رؤيتهن كأنها تفوت عند ذكر خروجه عليهن وفيه إيذان بسرعة إمتثاله عليه السلام بأمرها فيما لا يشاهد مضرته من أفاعيل ونظير هذا آت كما مر آنفا أكبرنه أي أعظمنه ودهشن برؤية جماله الفائق الرائع الرائق فإن فضل جماله على جمال كل جميل كان كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب .
وأخرج ابن جرير وغيره عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أنه قال : رأيت يوسف ليلة المعراج كالقمر ليلة البدر وحكى أنه عليه السلام كان إذا سار في أزقة مصر تلألأ وجهه على الجدران كما يرى نور الشمس وجاء عن الحسن أنه أعطي ثلث الحسن وفي رواية عن أنس مرفوعا أنه عليه السلام أعطي هو وأمه شطر الحسن وتقدم خبر أنه عليه السلام كان يشبه آدم عليه السلام يوم خلقه ربه وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن معنى أكبرن حضن ومن ذلك قوله : يأتي النساء على أطهارهن ولا يأتي النساء إذا أكبرن إكبارا وكأنه إنما سمي الحيض إكبارا لكون البلوغ يعرف به فكأنه يدخل الصغار سن الكبر فيكون في الأصل كناية أو مجازا والهاء على هذا إما ضمير المصدر فكأنه قيل : أكبرن إكبارا وإما ضمير يوسف عليه السلام على إسقاط الجار أي حضن لأجله من شدة شبقهن والمرأة كما زعم الواحدي إذا إشتد شبقها حاضت ومن هنا أخذ المتنبي قوله : خف الله واستر ذا الجمال ببرقع إذا لحت حاضت في الخدور العواتق وقيل : إن الهاء للسكت ورد بأنها لا تحرك ولا تثبت في الوصل وإجراء الوصل مجرى الوقف وتحريكها تشبيها بالضمير كما في قوله : .
واحر قلباه ممن قلبه شم .
على تسليم صحته ضعيف في العربية .
واعترض في الكشف التخريجين الأولين فقال : إن نزع الخافض ضعيف لأنه إنما يجري في الظروف