أي ما يتكئن عليه من النمارق والوسائد كما روي عن ابن عباس وهو من الإتكاء الميل إلى أحد الشقين وأصله موتكأ لأنه من توكأت فأبدلت الواو تاءا وأدغمت في مثلها وروي عن الحبر أيضا أن المتكأ مجلس الطعام لأنهم كانوا يتكؤن كعادة المترفين المتكبرين ولذلك نهي عنه فقد أخرج ابن أبي شيبة عن جابر رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه نهى أن يأكل الرجل بشماله وأن يأكل متكئا وقيل : أريد به نفس الطعام قال العتبي : يقال : إتكأنا عند فلان أي أكلنا ومن ذلك قول جميل : فظللنا بنعمة واتكأنا وشربنا الحلال من قلله وهو على هذا إسم مفعول أي متكئا له أو مصدر أي إتكاء وعبر بالهيئة التي يكون عليها الآكل المترف عن ذلك مجازا وقيل : هو من باب الكناية وعن مجاهد أنه الطعام يحز حزا بالسكين واختلفوا في تعيينه فقيل : كان لحما وكانوا لا ينهشون اللحم وإنما يأكلونه حزا بالسكاكين وقيل : كان أترجا وموزا وبطيخا وقيل : الزماورد وهو الرقاق الملفوف باللحم وغيره أو شيء شبيه بالأترج وكأنه إنما سمي ما يقطع بالسكين بذلك لأن عادة من يقطع شيئا أن يعتمد عليه فيكون متكأ عليه وقرأ الزهري وأبو جعفر وشيبة متكى مشدد التاء غير همز بوزن متقى وهو حينئذ إما أن يكون من الإتكاء وفيه تخفيف الهمزة كما قالوا في توضأت : توضيت أو يكون مفتعلا من أوكيت السقاء إذا شددته بالوكاء والمعنى أعتدت لهن ما يشتد عليه بالإتكاء أو بالقطع بالسكين وقرأ الأعرج متكأ على وزن مفعلا من تكأ يتكأ إذا إتكأ وقرأ الحسن وابن هرمز متكأ بالمد والهمز وهو مفتعل من الإتكاء إلا أنه أشبع الفتحة فتولدت منها الألف وهو كثير في كلامهم ومنه قوله : وأنت من الغوائل حين ترمي وعن ذم الرجال بمنتزاح وقوله : ينباع من ذفري عضوب حسرة زيافة مثل الفنيق المكرم وقرأ ابن عباس وابن عمر ومجاهد وقتادة وآخرون متكأ بضم الميم وسكون التاء وتنوين الكاف وجاء ذلك عن ابن هرمز أيضا وهو الأترج عند الأصمعي وجماعة والواحد متكة وأنشد : فأهدت متكة لبني أبيها تخب بها العثمثمة الوقاح وقيل : هو إسم يعم جميع ما يقطع بالسكين كالأترج وغيره من الفواكه وأنشد : نشرب الاثم بالصواع جهارا ونرى المتك بيننا مستعارا وهو من متك الشيء بمعنى بتكه أي قطعه وعن الخليل تفسير المتك مضموم الميم بالعسل وعن أبي عمرو تفسيره بالشراب الخالص وحكى الكسائي تثليث ميمه وفسره بالفالوذج وكذا حكى التثليث المفضل لكن فسره بالزماورد وذكر أنه بالضم المائدة أو الخمر في لغة كندة وبالفتح قرأ عبدالله ومعاذ رضي الله تعالى عنهما وفي الآية على سائر القراءات حذف أي فجئن وجلسن وأتت كل واحدة منهن سكينا .
قال بعض المحققين : لا يبعد أن تسمي هذه الواو فصيحة وإنما أعطت كل واحدة ذلك لتستعمله في قطع ما يعهد قطعه مما قدم بين أيديهن وقرب إليهن وغرضها من ذلك ما سيقع من تقطيع أيديهن لتبكتهن بالحجة .
وقيل : غرضها ذاك والتهويل على يوسف عليه السلام مكرها إذا خرج على أربعين نسوة مجتمعات في