والصفات والصلات وذلك لدلالة الفعل على مكان الحذف وأما في مثل هذا فلا والمصدر ليس مجازه إذ ليس المقام للتأكيد وزعم أن الوجه هو الأخير وكل ما ذكره في حيز المنع كما لا يخفى .
وأنكر أبو عبيدة مجيء أكبرن بمعنى حضن وقال : لا نعرف ذلك في اللغة والبيت مصنوع مختلق لا يعرفه العلماء بالشعر ونقل مثل ذلك عن الطبري وابن عطية وغير واحد من المحققين ورواية ذلك عن ابن عباس إنما أخرجها ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عبدالصمد وهو وإن روي ذلك عن أبيه علي عن أبيه ابن عباس لا يعول عليه فقد قالوا : إنه عليه الرحمة ليس من رواة العلم .
وعن الكميت الشاعر تفسير أكبرن بأمنين ولعل الكلام في ذلك كالكلام فيما تقدم تخريجا وقبولا وأنا لا أرى الكميت من خيل هذا الميدان وفرسان ذلك الشأن وقطعن أيديهن أي جرحنها بما في أيديهن من السكاكين لفرط دهشتهن وخروج حركات جوارحهن عن منهاج الإختيار حتى لم يعلمن بما عملن ولم يشعرن بمألم ما نالهن وهذا كما تقول : كنت أقطع اللحم فقطعت يدي وهو معنى حقيقي للتقطيع عند بعض .
في الكشف إنه معنى مجازي على الأصح والتضعيف للتكثير إما بالنسبة لكثرة القاطعات وإما بالنسبة لكثرة القطع في يد كل واحدة منهن .
وأخرج ابن المنذر وغيره عن مجاهد أنه فسر التقطيع بالإبانة والمعنى الأول أسرع تبادرا إلى الذهن وحمل الأيدي على الجوارح المعلومة مما لا يكاد يفهم خلافه ومن العجيب ما روي عن عكرمة من أن المراد بها الأكمام وأظن أن منشأ هذا محض إستبعاد وقوع التقطيع على الأيدي بالمعنى المتبادر ولعمري لو عرض ما قاله أدنى الإفهام لإستبعدته وقلن تنزيها لله سبحانه عن صفات التقصير والعجز وتعجبا من قدرته جل وعلا على مثل ذلك الصنع البديع حاش لله أصله حاشا الله بالألف كما قرأ أبو عمرو في الدرج فحذفت ألفه الأخيرة تخفيفا وهو على ما قيل : حرف وضع للإستثناء والتنزيه معا ثم نقل وجعل إسما بمعنى التنزيه وتجرد عن معنى الإستثناء ولم ينون مراعاة لأصله المنقول عنه وكثيرا ما يراعون ذلك ألا تراهم قالوا : جلست من عن يمينه فجعلوا عن إسما ولم يعربوه وقالوا : غدت من عليه فلم يثبتوا ألف على مع المضمر كما أثبتوا ألف فتي في فتاه كل ذلك مراعاة للأصل واللام للبيان فهي متعلقة بمحذوف ورد في البحر دعوى إفادته والتنزيه في الإستئناف بأن ذلك غير معروف عند النحاة ولا فرق بين قام القوم إلا زيدا وحاشا زيدا وتعقب بأن عدم ذكر النحاة ذلك لا يضر لأنه وظيفة اللغويين لا وظيفتهم واعترض بعضهم حديث النقل بأن الحرف لا يكون إسما إلا إذا نقل وسمي به وجعل علما وحينئذ يجوز فيه الحكاية والإعراب ولذا جعله ابن الحاجب إسم فعل بمعنى بريء الله تعالى من السوء ولعل دخول اللام كدخولها في هيهات هيهات لما توعدون وكون المعنى على المصدرية لا يرد عليه لأنه قيل : إن أسماء الأفعال موضوعة لمعاني المصادر وهو المنقول عن الزجاج نعم ذهب المبرد وأبو علي وابن عطية وجماعة إلى أنه فعل ماض بمعنى جانب وأصله من حاشيته الشيء وحشيه أي جانبه وناحيته وفيه ضمير يوسف واللام للتعليل متعلقة به أي جانب يوسف ما قرف به الله تعالى أي لأجل خوفه ومراقبته والمراد تنزيهه وبعده كأن صار في جانب عما اتهم به لما رؤي فيه من آثار العصمة وأبهة النبوة E ولا يخفى أنه على هذا بفوت معنى التعجب واستدل على إسميتها بقراءة أبي السمال