والجزم والإبنان وأبو عمرو بالنون والجزم وكسر العين الحرميان واختلف عن قنبل في إثبات الياء وحذفها ويروي عن ابن كثير نرتع بالنون ويلعب بالياء وهي قراءة جعفر بن محمد وقرأ العلاء بن سيابة يرتع بالياء وكسر العين مجزوما محذوف اللام ويلعب بالياء أيضا وضم الباء على أنه مستأنف أو خبر مبتدأ محذوف أي وهو يلعب .
وقرأ مجاهد وقتادة وابن محيصن نرتع بنون مضمونة وعين ساكنة من أرتعنا ونلعب بالنون أيضا وكذلك أبو رجاء إلا أنه بالياء التحتية فيهما والقراءتان على حذف المفعول أي نرتع المواشي أو غيرها والفعلان في هذه القراآت كلها مبنيان للفاعل .
وقرأ زيد بن علي رضي الله تعالى عنهما يرتع ويلعب بالياء والبناء للمفعول فيهما وخرج ذلك على أن نائب الفاعل ضمير غد والأصل يرتع فيه ويلعب فيه ثم حذف الجار واتسع فعدى الفعل للضمير فصار يرتعه ويلعبه ثم بني للمفعول فاستتر الضمير الذي كان منصوبا لكونه نائبا عن الفاعل ومن كسر العين من الفعل الأول فهو عنده من المراعاة على ما روي عن مجاهد أي يراعي بعضنا بعضا ويحرسه .
وقال ابن زيد : من رعي الإبل أي نتدرب في الرعي وحفظ المال أو من رعي النبات والكلأ والمراد نرعى مواشينا إلا أنه أسند ذلك إليهم مجازا أو تجوز عن أكلهم بالرعي وضعف ابن عطية القراءة بإثبات الياء وقال : إن إثباتها في مثل هذا الموضع لا يجوز إلا في الشعر كقوله : ألم يأتيك والأنباء تنمي بما لاقت لبون بني زياد وقيل : إن تقدير حذف الحركة في الياء ونحوها للجازم لغة وليس من الضرورة في شيء وأخرج أبو الشيخ عن مقاتل بن حيان أنه كان يقرأ نلهو ونلعب وإنا لحافظون .
12 .
- أي من أن يناله مكروه والجملة في موضع الحال والعامل فيها فعل الأمر أو الجواب وليس ذلك من باب الأعمال كما قال أبو حيان لأن الحال لا تضمر وذلك الباب لابد فيه من الإضمار إذا أعمل الأول وقد أكدوا مقالتهم بأصناف التأكيد من إيراد الجملة إسمية وتحليتها بأن واللام وإسناد الحفظ إلى كلهم وتقديم له على الخبر إحتيالا في تحصيل مقصدهم قال إستئناف بياني كأن سائلا يقول : فماذا قال أبوهم لهم فقيل : قال إني ليحزنني أن تذهبوا به لشدة مفارقته علي وقلة صبري عنه واللام الداخلة على خبر إن إذا كان مضارعا قيل : تقصره على الحال وهو ظاهر كلام سيبويه وقيل : تكون له ولغيره واستدلوا بقوله تعالى : إن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة وقيل : إنها للحال إن خلت عن قرينة ومعها تكون لغيره وجعلوا من ذلك ما في الآية وبعضهم جعلها هنا للحال واستشكل بأن الذهاب مستقبل فيلزم تقدم الفعل على فاعله وهو غير جائز لأنه أثره ولا يعقل الأثر على المؤثر .
وأجيب بأن التقدير قصد أو توقع أن تذهبوا به فالكلام على تقدير المضاف وهو الفاعل وليس ذاك أمرا مستقبلا بل حال ولا يمتنع في ذلك حذف الفاعل لما صرحوا به أنه إنما يمتنع إذا لم يسد مسده شيء وهنا قد سد ولا يجب أن يكون الساد هو المضاف إليه كما ظن بل لو سد غيره كان الحذف جائزا أيضا ومن هنا كان تقدير قصدكم أن تذهبوا صحيحا ويحتمل أن يكون ذلك تقدير معنى لا تقدير إعراب وقال بعضهم :