وجاء قطعت بعض أصابعه وجعلوا هذا من باب إكتساب المضاف من المضاف إليه التأنيث كقوله : .
كما شرقت صدر القناة من الدم .
إن كنتم فاعلين .
10 .
- أي إن كنتم عازمين مصرين على أن تفعلوا به ما يفرق بينه وبين أبيه أو إن كنتم فاعلين بمشورتي ورأيي فألقوه إلخ ولم يبت القول لهم بل عرض عليهم ذلك تأليفا لقلوبهم وتوجيها لهم إلى رأيه وحذرا من سوء ظنهم به ولما كان هذا مظنة لسؤال سائل يقول : فما فعلوا بعد ذلك هل قبلوا رأيه أم لا فأجيب على سبيل الإستئناف على وجه أدرج في تضاعيفه قبولهم له بما سيجيء إن شاء الله تعالى من قوله سبحانه : وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب فقيل : قالوا يا أبانا خاطبوه عليه السلام بذلك تحريكا لسلسلة النسب وتذكيرا لرابطة الأخوة ليتسببوا بذلك إستنزاله عن رأيه في حفظه منهم لما أحس بحسدهم فكأنهم قالوا : مالك أي أي شيء شيء لك لاتأمنا لا تجعلنا أمناء على يوسف مع أنك أبونا ونحن بنوك وهو أخونا وإنا له لناصحون .
11 .
- مريدون له الخير ومشفقون عليه ليس فينا ما يخل بذلك وجملة لا تأمنا في موضع الحال وكذا جملة وإنا له لناصحون والإستفهام بمالك فيه معنى التعجب والكلام ظاهر في أنه تقدم منهم سؤال أن يخرج عليه السلام معهم فلم يرض أبوهم بذلك .
وقرأ الجمهور لا تأمنا بالإدغام والإشمال وفسر بضم الشفتين مع إنفراج بينهما إشارة إلى الحركة مع الإدغام الصريح كما يكون في الوقف وهو المعروف عندهم وفيه عسر هنا ويطلق على إشراب الكسرة شيئا من الضمة كما قالوا في قيل وعلى إشمال أحد حرفين شيئا من حرف آخر كما قالوا في الصراط وقرأ زيد بن علي رضي الله تعالى عنهما وأبو جعفر والزهري وعمرو بن عبيد بالإدغام من غير إشمال وإرادة النفي ظاهرة وقرأ ابن هرمز بضم الميم مع الإدغام وهذه الضمة منقولة إلى الميم من النون الأولى بعد سلب حركتها .
وقرأ أبي والحسن وطلحة بن مصرف والأعمش لا تأمننا بالإظهار وضم النون على الأصل وهو خلاف خط المصحف لأنه بنون واحدة وقرأ ابن وثاب وأبو رزين لا تيمنا بكسر حرف المضارعة على لغة تميم وسهل الهمزة بعد الكسرة ابن وثاب ولم يسهل أبو رزين .
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن عاصم أنه قرأ بذلك بمحضر عبيد بن فضلة فقال له : لحنت فقال أبو رزين : ما لحن من قرأ بلغة قومه أرسله معنا غدا نصب على الظرفية الزمانية وهو يطلق على اليوم الذي يلي يومك وعلى الزمن المستقبل مطلقا وأصله غدو فحذفت لامه وقد جاء تاما أي ابعثه معنا غدا إلى الصحراء يرتع أي يتسع في أكل الفواكه ونحوها وأصل معنى الرتع أن تأكل وتشرب ما تشاء في خصب وسعة ويقال : رتع أقام في خصب وتنعم ويسمى الخصب رتعة بسكون التاء وفتحها وذكر الراغب أن الرتع حقيقة في أكل البهائم ويستعار للإنسان إذا أريد به الأكل الكثير وعلى ذلك قوله .
وإذ يخلو له الحي رتع .
ويلعب بالإستباق والإنتضال ونحوهما مما يتدرب به لقتال العدو وليس المراد لعب لهو وإلا لم يقرهم عليهم يعقوب عليه السلام وإنما عبروا عن ذلك به لكونه على هيئته تحقيقا لما رموه من إستصحاب يوسف عليه السلام بتصويرهم له بصورة ما يلائم حاله عليه السلام من صغر السن وقرأ الجمهور يرتع ويلعب بالياء