لا يجوز تخفيف المكسورة لا مهملة ولا معملة وذكر بعضهم مثله وأن ما يعدها البصريون مخففة يعدها الكوفيون نافية واستثنى منهم الكسائي فإنه وافق البصريين ومذهبهم في ذلك هو الحق و كلا إسمها واللام هي الداخلة على خبر إن وما موصولة خبر إن والجملة القسمية وجوابها صلة وإلى هذا ذهب الفراء واختار الطبري في اللام مذهبه وفي ما كونها نكرة موصوفة والجملة صفتها أي وإن كلا لخلق أو لفريق موفي عمله واختار أبو علي في اللام ما إختاراه وجعل الجملة القسمية خبرا وما مزيدة بين اللامين وقد عهدت زيادتها في غير ما موضع وقرأ أبو بكر عن عاصم بتخفيف إن وتشديد لما وقرأ الكسائي وأبو عمرو بعكس ذلك وتخريج القرائتين لا يخفى على من أحاط خبرا بما ذكر في تخريج القراءتين قبل وقرأ أبي والحسن بخلاف عنه وأبان بن تغلب وأن بالتخفيف كل بالرفع لما بالتشديد وخرجت على أن أن نافية وكل مبتدأ والجملة القسمية وجوابها خبره و لما بمعنى إلا أي ما كل إلا أقسم والله ليوفينهم وأنكر أبو عبيدة مجيء لما بمعنى إلا في كلام العرب وقال الفراء : إن جعلها هنا بمعنى الأوجه لا نعرفه وقد قالت العرب مع اليمين بالله : لما قمت عنا وإلا قمت عنا وأما في غير ذلك فلم نسمع مجيئها بمعنى إلا لا في نثر ولا في شعر ويلزم القائل أن يجوز قام الناس لما زيدا على معنى إلا زيدا ولا إلتفات إلا إنكارهما والقراءة المتواترة في وإن كل لما جميع لدينا محضرون وإن كل نفس لما عليها حافظ تثبت ما أنكراه .
وقد نص الخليل وسيبويه والكسائي على مجيء ذلك ومن حفظ حجة على من لم يحفظ وكون العرب خصصت مجيئها كذلك ببعض التراكيب لا يضر شيئا فكم من شيء خص بتركيب دون ما أشبهه .
وقرأ الزهري وسليمان بن أرقم وإن كلا لما بتشديد الميم والتنوين ولم يتعرضوا في النقل عنهما لتشديد أن ولا لتخفيفها وهي في هذه القراءة مصدر من قولهم : لممت الشيء إذا جمعته كما مر ونصبها على الحالية من ضمير المفعول في ليوفينهم عند أبي البقاء وضعفه .
وقال أبو علي : إنها صفة لكل ويقدر مضافا إلى نكرة ليصح وصفه بالنكرة وكان المصدر حينئذ بمعنى إسم المفعول وذكر الزمخشري في معنى الآية على هذه القراءة أنه وإن كلا ملمومين بمعنى مجموعين كأنه قيل : وإن كلا جميعا كقوله تعالى : فسجد الملائكة كلهم أجمعون وجعل ذلك الطيبي منه ميلا إلى القول بالتأكيد .
وقال ابن جني : إنها منصوبة بليوفينهم على حد قولهم : قياما لا أقومن والتقدير توفية جامعة لأعمالهم ليوفينهم وخبر إن في ذلك جملة القسم وجوابه وروى أبو حاتم أن في مصحف أبي وإن من كل إلا ليوفينهم وخرج على أن أن نافية ومن زائدة .
وقرأ الأعمش نحو ذلك إلا أنه أسقط من وهو حرف ابن مسعود رضي الله تعالى عنه والوجه ظاهر قيل : وقد تضمنت هذه الجملة عدة مؤكدات من أن واللام وما إذا كانت زائدة والقسم ونون التأكيد وذلك للمبالغة في وعد الطائعين ووعيد العاصين إنه بما يعملون خبير .
111 .
- أي أنه سبحانه بما يعمله كل فرد من المختلفين من الخير والشر عليم على أتم وجه بحيث لا يخفى عليه شيء من جلائله ودقائقه والجملة قيل : توكيد للوعد والوعيد فإنه سبحانه لما كان عالما بجميع المعلمومات كان عالما بمقادير الطاعات والمعاصي وما يقتضيه كل فرد منها من الجزاء بمقتضى الحكمة وحينئذ تتأتى توفية كل ذي حق حقه إن خيرا فخير وإن شرا فشر