ووضع المظهر موضع المضمر لزيادة تشريفها والإيماء إلى عظمتها وبركته أي خيراته التامة المتكاثرة التي من جملتها هبة الأولاد وقيل : الرحمة النبوة والبركات الأسباط من بني إسرائيل لأن الأنبياء عليهم السلام منهم وكلهم من ولد إبراهيم عليه السلام وقيل : رحمته تحيته وبركاته فواضل خيره بالخلة والإمامة .
عليكم أهل البيت نصب على المدح أو الإختصاص كما ذهب إليه كثير من المعربين قال أبو حيان وبينهما فرق ولذلك جعلها سيبويه في بابين وهو أن المنصوب على المدح لفظ يتضمن بوضعه المدح كما أن المنصوب على الذم يتضمن بوضعه الذم والمنصوب على الإختصاص يقصد به المدح أو الذم لكن لفظه لا يتضمن بوضعه ذلك كقول رؤبة .
بنا تميما يكشف الضباب .
إنتهى وفي الهمع أن النصب في الإختصاص بفعل واجب الإضمار وقدره سيبويه بأعني ويختص بأي بعد ضمير المتكلم كأنا أفعل كذا أيها الرجل وكاللهم إغفر لنا أيتها العصابة وحكمها في هذا الباب إلا عند السيرافي والأخفش حكمها في باب النداء ويقوم مقامها في الأكثر كما قال سيبويه بنو نحو قوله .
نحن بني ضبة أصحاب الجمل .
ومنه قوله : نحن بنات طارق نمشي على النمارق ومعشر كقوله : لنا معشر الأنصار مجد مؤثل بأرضائنا خير البرية أحمدا وفي الحديث نحن معاشر الأنبياء لا نورث وآل وأهل وأبو عمرو لا ينصب غيرهما وليس بشيء وقل كون ذلك علما كما في بيت رؤبة السابق في كلام أبي حيان ولا يكون إسم إشارة ولا غيره ولا نكرة البتة ولا يجوز تقديم إسم الإختصاص على الضمير وقل وقوع الإختصاص بعد ضمير المخاطب كسبحانك الله العظيم وبعد لفظ غائب في تأويل المتكلم أو المخاطب نحو على المضارع الوضعية أيها البائع فالمضارع لفظ غيبة لأنه ظاهر لكنه في معنى على أو عليك ومنع ذلك الصفار البتة لأن الإختصاص شبه النداء فكما لا ينادى الغائب فكذلك لا يكون فيه الإختصاص انتهى مع أدنى زيادة وتغيير ومنه يعلم بعض ما في كلام أبي حيان وأن حمل ما في الآية الكريمة على الإختصاص من إرتكاب ما قل في كلامهم وجوز في الكشاف نصبه على النداء وقدمه على إحتمال النصب على الإختصاص ولعله أشار بذلك إلى ترجيحه على الإحتمال الثاني لكن ذكر بعض الأفاضل إن في ذلك فوات معنى المدح المناسب للمقام والمراد من البيت كما في البحر بيت السكنى وأصله مأوى الإنسان بالليل ثم قد يقال من غير إعتبار الليل فيه ويقع على المتخذ من حجر ومن مدر ومن صوف ووبر وعبر عن مكان الشيء بأنه بيته ويجمع على بيوت وأبيات وجمع الجمع أباييت وبيوتات وأبياوات ويصغر على بييت وبييت بالكسر ويقال : بويت كما تقوله العامة وصرف الخطاب من صيغة الواحدة إلى الجمع ليكون جوابهم عليهم السلام لها جوابا لمن يخطر بباله مثل ما خطر ببالها من سائر أهل البيت .
والجملة كلام مستأنف علل به إنكار تعجبها فهي جملة خبرية واختاره جمع من المحققين وقيل : هي دعائية وليس بذاك واستدل بالآية على دخول الزوجة في أهل البيت وهو الذي ذهب إليه السنيون ويؤيده ما في سورة الأحزاب وخالف في ذلك الشيعة فقالوا : لا تدخل إلا إذا كانت قريب الزوج ومن نسبه فإن المراد من البيت بيت النسب لا بيت الطين والخشب ودخول سارة رضي الله تعالى عنها هنا لأنها بنت عمه وكأنهم حملوا البيت على الشرف كما هو أحد معانيه وبه فسر في قول العباس رضي الله تعالى عنه يمدح النبي صلى الله عليه وسلّم :