ما هو بمعناه فيكون في سلك في كل من الموضعين مسلكا تفننا وكثيرا ما يفعل ذلك في كتابه ولعله لم يعكس الأمر لأن ما فعله في كل أنسب بما قبله من خلق السموات والأرض وما فيها من النعم والمنافع وخلق الموت والحياة ولا يخفى أن هذا قريب مما تقدم وفيه ما فيه .
والإتيان بصيغة التفضيل الدالة على الإختصاص بالمختبرين الأحسنين أعمالا مع شمول الإختبار لفرق المكلفين وتتفاوت أعمال الكفار منهم إلى حسن شرعي وقبيح لا إلى حسن وأحسن كما في أعمال المؤمنين للتحريض على أحاسن المحاسن والتحضيض على الترقي دائما لدلالته على أن الأصل المقصود بالإختبار ذلك الفريق ليجازيهم أكمل الجزاء فكأنه قيل : المقصود أن يظهر أفضليتكم لأفضلكم فإن ذلك مفروغ عنه لا يحيد عنه ذو لب وجوز أن يكون من باب الزيادة المطلقة وأن يكون من باب أي الفريقين خير مقاما وأياما كان فالخطاب ليس خاصا بالمؤمنين لأن إظهار حال غيرهم مقصود أيضا لكنه لا بالذات على الوجه الأول .
ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين .
7 .
- .
أي مثله في الخديعة والبطلان فالتركيب من التشبيه البليغ والإشارة إلى القول المذكور وجوز أن تكون للقرآن كأنه قيل : لو تلوت عليهم من القرآن ما فيه إثبات البعث لقالوا هذا المتلو سحر والمراد إنكار البعث بطريق الكناية الإيمائية لأن إنكار البعث إنكار للقرآن وقيل : إن الإخبار عن كونهم مبعوثين وإن لم يجب عن كونه بطريق الوحي المتلو إلا أنهم عند سماعهم ذلك تخلصوا إلى القرآن لأنبائه عنه في كل موضع وكونه علما عندهم في ذلك فعمدوا إلى تكذيبه وتسميته سحرا تماديا منهم في العناد وتفاديا عن سنن الرشاد وهو خلاف الظاهر وقيل : الإشارة إلى نفس البعث وتعقب بأنه لا يلائمه التسمية بالسحر فإنه إنما يطلق على شيء موجود ظاهرا لا أصل له في الحقيقة ونفس البعث عندهم معدوم بحت وفيه بحث لجواز أنهم أرادوا من السحر الأمر الباطل والشيء الذي لا أصل له ولا حقيقة لشيوعه فيما بينهم بذلك حتى كأنه علم له .
وجوز أن تكون الإشارة إلى القائل والإخبار عنه بالسحر للمبالغة والخطاب في إنكم إن كان لجميع المكلفين فالموصول مع صلته للتخصيص أي ليقولن الكافرون منهم وإن كان للكافرين فذكر الموصول ليتوصل به إلى ذمهم بعنوان الصلة وتعلق الآية الكريمة بما قبلها إما من حيث أن البعث من تتمات الإبتلاء المذكور فيه كأنه قيل : الأمر كما ذكر ومع ذلك إن أخبرتم بمقدمة فذة من مقدماته وقضية فردة من تتماته يقولون ما يقولون فضلا عن أنهم يصدقون بما وقع هذا تتمة له وإما من حيث أن البعث خلق جديد فكأنه قيل : وهو الذي خلق المخلوقات ليترتب عليها ما يترتب ومع ذلك إن أخبرتهم بأنه سبحانه يعيدهم تارة أخرة وهو أهون عليه يعدون ذلك ما يعدون فسبحان الله عما يصفون .
وقرأ عيسى الثقفي ولئن قلت بضم التاء على أن الفعل مسند إليه تعالى أي ولئن قلت ذلك في كتابي المنزل عليك ليقولن الذين كفروا إلخ وفي البحر أن المعنى على ذلك ولئن قلت مستدلا على البعث من بعد الموت إذ في قوله تعالى : وهو الذي خلق إلخ دلالة على القدرة العظيمة فمتى أخبر بوقوع ممكن وقع لا محالة وقد أخبر بالبعث فوجب قبوله وتيقن وقوعه إنتهى وهو لدى الذوق السليم كماء البحر .
وقرأ الأعمش أنكم بفتح الهمزة على تضمين قلت معنى ذكرت ولئن قلت ذاكرا أنكم مبعوثون فإن وما بعدها في تأويل مصدر مفعول للذكر واستظهر بعضهم كون القول بمعنى الذكر مجازا وتعقب بأن