ذهب يعرف بها وفي رواية أنها كانت من لؤلؤ .
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي جهضم موسى بن سالم أنه كان لفرعون شيء يلبسه يقال له البدن يتلالأ وقرأ يعقوب ننجيك من باب الأفعال وهو معنى التفعيل بمعنييه السابقين وأخرج ابن الأرنباري عم محمد بن السميقع اليماني ويزيد البربري أنهما قرآ ننجيك بالحاءالمهملة ونسبت إلى أبي بن كعب وأبي السمال أي نجعلك في ناحية ونلقيك على الساحل وقرأ أبو حنيفة رضي الله تعالى عنه بأبدانك على صيغة الجمع يجعل كل عضو بمنزلة البدن فأطلق الكل على الجزءمجازا وعلى هذا جمع الإجرام في قوله : وكم موطن لولاي طحت كما هوى باجرامه من قلة النيق منهوي أو بغراده دروعك بناء على أن المخذول كان لا بسا درعا على درع وأخرج ابن الأنباري عن ابن مسعود رضى الله عنه أنه قرأ بندائك أي بدعائك لتكون لمن خلفك ءاية أي لتكون لمن يأتي بعدك من الأمم إذا سمعوا حال أمرك ممن شاهد حالك وما عراك عبرة ونكالا من الطغيان أو حجة تدلهم على أن الإنسان وإن بلغ الغاية القصوى من عظم الشأن وعلوالكبرياء وقوة السلطان فهو مملوك مقهور بعيد عن مظان الألوهية والربوبية وقيل : المراد بمن خلفه من بقى بعده من بني إسرائيل أي لتكون لهم علامة على صدق موسى عليه السلام إذ كان في نفوسهم من عظمتهما خيل غليهم أنه لا يهلك فكذبوا لذلك خبر موسى عليه السلام بهلاكه حتى عاينوه على ممرهم من الساحل أحمر قصيرا كأنه ثور وروي هذا عن مجاهد وقريء من خلفك فعلا ماضيا أي حل مكانك ونسب إلى ابن السميقع وأبي السمال أنهما أيضا قرآ لمن خلقك بفتح اللام والقاف أي لتكون لخالقك آية كسائر الآيات فإن إفراده سبحانه إياك بالإلقاء إلى الساحل دليل على أنه قصد منه جل شأنه لكشف تزويرك وغماطة الشبهات في أمرك وبرهان نير على كمال علمه وقدرته وحكمته وإرادته وهو معنى لا بأس به يصح أن توجه به الآية على القراءة المشهورة أيضا ذكر في النشر أن مما لا يوثق بنقله قراءة ابن السميقع وأبي السمال ننجيل بالحاء و لمن خلقك بالقاف وفي تليل تنجيته بما ذكر كما قاله بعض المحققين إيدان بأنها ليست لإعزازه ولفائدة أخرى عائدة إليه بل لكمال الإستهانة به وتفضيحه على رءوس الإشهاد وزيادة تفظيع حاله كمن يقتل ثم يجر جسده ي الأسواق ويطرح جيفة في الميدان أو يدار برأسه في النواحي والبلدان واللام الأولى متعلقة بالفعل والثانية بمحذوف وقع حالا من آية أي كائنة لمن خلفك وجاد الرد على هذا المخذول على طرز ما أتى به في قوله : آمنت أنه إلخ في إشتماله على المبالغة كما لا يخفى على من تفكر في الآية وقد قرر فحوى المحكي بقول سبحانه : وإن كثيرا من الناس عن ءاياتنا لغفلون 92 أي لا يتفكرون فيها ولا يعتبرون بها وهو إعتراض تذييلي جيء به عند الحكاية لذلك ولهذه الآية وأشباهها وقع الإجماع على كفر المخذول وعدم قبول إيمانه ويشهد لذلك أيضا ما رواه ابن عدي والطبراني من أنه صلى الله عليه وسلّم قال : خلق الله تعالى يحيى بن زكريا في بطن أمه مؤمنا وخلق فرعون في بطن أمه كافرا : فهو من أهل النار المخلدين فيها بلا ريب وبذلك قال الشيخ الأكبر قدس سره في أول كتابه الفتوحات في الباب الثاني والستين منه حيث ذكر أن الذين خدلهم الله تعالى من العباد جعلهم طائفتين طائفة لا تضرهم الذنوب التي وقعت منهم وإليهم الإشارة بقوله تعالى : والله يعدكم مغفرة منه وفضلا وهؤلاء لا تمسهم النار بما