واحد وذهب أبو البقاء إلى أن الضمير الأول للشأن و من الأولى للأجلكما في قوله سبحانه : مما خطيئاتهم أغرقوا و من الثانية مزيدةوما بعدها مفعول به لتتلو وله وجه ومما يقضي منه العجب ما قاله بعضهم إنه يحتمل أن يكون ضمير منه للشأن إما على تقدير ما تتلوا حالكون القراءة بعض شؤنك وإما أن يحمل الكلام على حذف المضاف أيوما تتلوا من أجل الشأن بأن يحدث لك شأن فتتلو القرآن من أجله فإن الحالية مما لا تكاد تخطر ببال من له أدنى ذوق في العربية ولم نر القول بتقدير مضاف في الكلام إذا كان فيه من الأجلية أو نحوها وما في كلام غير واحد من الأفاضل في أمثال ذلك تقدير معنى لا تقديرإعراب ويبعد حمل هذا البعض على ذلك كما لا يخفى هذا ثم إن القرآن عام للمقروء كلا وبعضا وهو حقيقة في كل كما حقق في موضعه والقول بأنه مجاز في البعض بإطلاق الكل وإرادة الجزء مما لا يلتفت إليه ولاتعملون من عمل أي أي عمل كان والخطاب الأول خاص برأس النوعالإنساني وسيد المخاطبين صلى الله عليه وسلّم وهذا عام ويشمل سائر العباد برهموفاجرهم لا الأخيرين فقط وقد روعي في كل من المقامين ما يليق به فعبرفي مقام الخصوص في الأول بالشأن لأن عمل العظيم عظيم وفي الثاني بالعمل العام للجليل والحقير وقيل : الخطاب الأول عام للأمة أيضا كما في قوله تعالى : يا أيها النبي إذا طلقتم النساء إلا كنا عليكمشهودا إستثناء مفرغ من أعم أحوال المخاطبين بالأفعال الثلاثة أي وما تلابسون بشيء منها في حال من الأحوال كوننا رقباء مطلعين عليه حافظين له كذا قالوا ويفهم منه أن الجار والمجرور متعلق بما بعده ولعل تقديمه للإهتمام بتخويف من أريد تخويفه من المخاطبين وكأنه للمبالغة فيه جيء بضمير العظمة وأن المقصود من الإطلاع عليهم الإطلاع على عملهم إذ تفيضون فيه أي تشرعون فيه وتتلبسون به وأصل الإفاضة الإندفاع بكثرة أو بقوة وحيث أريد بالأفعال السابقةالحالةالمستمرة الدائمة المقارنة للزمان الماضي أيضا أوثر في الإستثناءصيغة الماضي وفي الظرف كلمة إذا التي تفيد المضارع معنى الماضي كذا قيل ولم أر من تعرض لبيان وجه إختيار النفي بما التي تخلص المضارع للحال عند الجمهور عند إنتفاء قرينة خلافه في الجملتين الأوليين والنفي بلا التي تخلص المضارع للإستقبال عند الأكثرين خلافالإبن مالك في الجملة الثالثة ولعل ذلك من آثار إختلاف الخطاب خصوصاوعموما فتأمله فإنه دقيق جدا وما يعزب عن ربك أي ما يبعد ومايغيب ومنه يقال : الروض العازب وروض عزيب إذا كان بعيدا من الناس والكلام على حذف مضاف أي وما يعزب عن علم ربك D أو هو كنايةعن ذلك وفي التعرض لعنوان الربوبية مع الإضافة إلى ضميره A من الإشعار باللطف ما لا ي 4 خفى .
وقرأ الكسائي والأعمش ويحيى بن وثاب بكسر الزاي من مثقال ذرة من مزيدة لتأكيد النفي والمثقال إسم لما يوازن الشيء ويكون فيثقله وهو في الشرع أربعة وعشرون قيراطا وأخرج ذلك ابن أبي حاتم فيتفسيره عن أبي جعفر والصحيح أنه لم يختلف جاهلية وإسلاما فقد نقل الجلال السيوطي عن الرافعي أنه قال : أجمع أهل العصر الأول علىالتقدير بهذا الوزن وهو أن الدرهم ستة دوانيق وكل عشرة دراهم سبعة مثاقيل ولم يتغير المثقال في الجاهلية ولا في الإسلام والذرة واحدةالذر وهو النمل الأحمر الصغير وسئل