لإظهار كمال قبح ما إفتعلوا وكونه كذبا في إعتقادهم أيضا و ما إستفهامية مبتدأ و ظن خبرها هو مصدر مضاف إلى فاعله ومفعولاه محذوفان .
وقوله سبحانه : يوم القيامة ظرف لنفس الظن لا يفترون لعدم صحته معنى ولا بمقدر لأن القتدير خلاف الظاهر أي أي شيء ظنهم في ذلك اليوم أني فاعل بهم والمقصود التهديد والوعيد ويدل على تعلقه بالظن قراءة عيسى ابن عمر وما ظن بصيغة الماضي و ما في هذه القراءة بمعنى الظن في محل نصب على المصدرية والتعبير بالماضي لتحقق الوقوع وأكثر أحوال القيامة يعبر عنها بذلك في القرآن لما ذكر والعمل في الظرف المستقبل لا يمنع لتصييره الفعل نصا في الإستقبال التجوزالمذكور لأنه يقدر لتحققه أيضا ماضيا وقيل : الظرف متعلق بما يتعلق به ظنهم اليوم من الأمور التي ستقع يوم القيامة تنزيلا له ولما يقع فيه من الأهوال لمكان وضوح أمره في التحقق والتقرر منزلة المسلمعندهم أي أي شيء ظنهم لما سيقع يوم القيامة أيحسبون أنهم لا يسألون عن إفترائهم أو لا يجازون عليه أو يجازون جزاء يسيرا ولذلك ما يفعلون يفعلون كلا إنهم لفي أشدالعذاب لأن معصيتهم أشد المعاصي والآية السابقة قيل متصلة بقولهسبحانه : قل من يرزقكم من السماء والأرض إلخ كأنه قيل : حيث أقروا أنه سبحانه الرزاق قل لهم أرأيتم ما أنزل الله إلخ ونقل ذلك عن أبي مسلم وقيل : بقوله تعالى : يا أيها الناس إلخ وذلك أنه جل شأنهلما وصف القرآن بما وصفه وأمر نبيه صلى الله تعالى عليه وسلم أن يرغب بإغتنام ما فيه عقبذلك بذكر مخالفتهم لما جاء به وتحريمهم ما أحل وقيل : إنها متصلةبالآيات الناعية عليهم سوء إعتقادهم كأنه سبحانه بعد أن نعى عليهم أصولهم بين بطلان فروعهم ولعل خير الثلاثة وسطها .
إن الله لذو فضل أي عظيم لا يقدر ولا يكتنه كنهه على الناس جميعا حيث أنعم عليهم بالعقل ورحمهم بإرسال الرسل وإنزال الكتب وبين لهم ما لا تستقل عقولهم بإدراكه وأرشدهم إلى ما يهمهم من أمر المعاش والمعاد ورغبهم ورهبهم وشرح لهم الأحوال وما يلقاه الحائد عن الرشادمن الأهوال .
ولكن أكثرهم لا يشكرون 60 ذلك الفضل فلا ينتفعون به ولعل الجملةتذييل لما سبق مقرر لمضمونه وما تكون في شأن أي في أمر معتنى به من شأنه بالهمز كسأله إذا قصده وقد تبدل همزته ألفا وهو في الأصلمصدر وقد أريد المفعول وما تتلوا منه الضمير المجرور للشأن والتلاوة أعظم شؤونه صلى الله عليه وسلّم ولذا خصت بالذكر أو للتنزيل والإضمار قبلالذكر لتفخيم شأنه D و من قيل تبعيضية على الإحتمالين الأولين وإبتدائية على الثالث والتي في قوله سبحانه : من قرءان زائدة لتأكيد النفي على جميع التقادير وإلى ذلك ذهب القطب وقال الطيبي : إن من الأولى على الإحتمال الأخير إبتدائية والثانية مزيدة وعلى الإحتمال الأول الأولى للتبعيض والثانية للبيان وعلى الثاني الأولى إبتدائية والثانية للبيان .
وفي إرشاد العقل السليم أن الضمير الأول للشأن والظرف صفة لمصدرمحذوف أي تلاوة كائنة من الشأن أو للتنزيل و من إبتدائية وتبعيضيةأو لله تعالى شأنه و من إبتدائية و من الثانية مزيدة وإبتدائية على الوجه الأول وبيانية أو تبعيضية على الوجه الثاني والثالث وأنت تعلم أنه قد يكون الظرف متعلقا بما عنده وإلتزام تعلقه بمحذوف وقعصفة لمصدر كذلك في جميع الإحتمالات مما لا حاجة إليه نعم اللازم بناءعلى المشهور أن لا يتعلق حرفان بمعنى بمتعلق