وابن خزيمة وابن حيان وأبو الشيخ والدارقطني وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن صهيب أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم تلا هذهالآية للذين أحسنوا إلخ فقال إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النارالنار نادى مناد يا أهل الجنة أن لكم عند الله تعالى موعدا يريد أنينجزكموه فيقولون : وما هو ألم يثقل موازيننا ويبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة ويزحزحنا عن النار قال : فيكشف لهم الحجاب فينظرون إليه سبحانه فوالله ما أعطاهم الله تعالى شيئا أحب إليهم من النظر إليه ولا أقر لأعينهم فحكاية هذا التفسير بقيل : كما فعل البيضاوي عفا الله تعالى عنه مما لا ينبغي وقول الزمخشري عامله الله تعالى بعدله : إن الحديث مرقوع بالقاف أي مفترى لا يصدر إلا عن رقيع فإنه متفق على صحته وقد أخرجه حفاظ ليس فيهم ما يقال .
نعم جاء في تفسير ذلك غير ما ذكر لكن ليس في هذه الدرجة من الصحة ولارفع فيه صريحا فقد أخرج ابن جرير عن مجاهد قال : الزيادة المغفرة والرضوان وأخرج عن الحسن أنها تضعيف الحسنة بعشر أمثالها إلىسبعمائة ضعف وأخرج عن ابن زيد أنها أن لا يحاسبهم على ماأعطاهم فيالدنيا وأخرج عن الحكم بن عتيبة عن علي كرم الله تعالى وجهه أنهاغرفة من لؤلؤة واحدة لها أربعة أبواب وتعقبه ابن الجوزي بأنه لايصح وقيل : الزيادة أن تمر السحابة بهم فتقول : ما تريدون أناأمطركم فلا يريدون شيئا إلا أمطرتهم .
وجمع بعضهم بين الروايات بأنه لا مانع من أن يمن الله تعالى عليهم بكل ما ذكر ويصدق عليه أنه زيادة على ما من به عليهم من الجنة وأيد ذلك بما أخرجه سعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي عن سفيانأنه قال : ليس في تفسير القرآن إختلاف إنما هو كلام جامع يراد به هذاوهذا والذي حمل الزمخشري على عدم الإعتماد على الروايات الناطقةبحمل الزيادة على رؤية الله تعالى زعمه الفاسد كأصحابه أن اللهتعالى لا يرى وقد علمت منشأ ذلك الزعم وقد رده أهل السنة بوجوه ولايرهق وجوههم قتر ولا ذلة أي ل ايغشاها غبرة ما فيها سواد ولا أثر هوان ما وكسوف بال والمعنى لا يعرض عليهم ما يعرض لأهل النار أو لا يعرض لهمما يوجب ذلك من الحزن وسوء الحال والكلام على الأول حقيقة وعلى الثاني كناية لأن عدم غشيان ذلك لازم لعدم غشيان ما يوجبهما فذكر اللازملينتقل منه إلى الملزوم ورجح هذا بأنه أمدح والمقصود بيان خلوص نعيمهم من شوائب المكاره إثر بيان ما من سبحانه به عليهم من النعيم وقيل : إن ذكر ذلك لتذكيرهم بما ينقذهم منه فإنهم إذا ذكروا ذلك زاد إبتهاجهم ومسرتهم كما أن أهل النار إذا ذكروا ما فاتهم من النعيمإزداد غمهم وحسرتهم وقيل : الغرض إدخال السرور عليهم بتذكير حالأعدائهم أهل النار فإن الإنسان متى علم أن عدوه في الهوان وسوء الحالإزداد سرورا وقد شاهدنا من يكتفي بمضرة عدوه عن حصول المنفعة لهبل من يسره ضرر عدوه وإن تضرر هو وتقديم المفعول على الفاعل للإهتمام ببيان أن المصون من الرهق أشرف أعضائهم وللتشويق إلى المؤخرولأن في الفاعل ضرب تفصيل أولئك أي المذكورون بإعتبار إتصافهم بما تقدم أصحب الجنة هم فيها خالدون 26 دائمون بلا زوال ويلزم ذلك عدم زوال نعيمها .
والذين كسبوا السيئت أي الشرك والمعاصي وهو مبتدأ بتقدير المضاف خبره قوله سبحانه : جزاء سيئة بمثلها والباء متعلقة بجراء وهو مصدر المبني للمفعول لا إسم للعوض كما في بعض الأوجه الآتية