به في الآية ما يفهم من الكلام وهو زوال خضرة النبات فجأة وذهابه حطاما لم يبق له أثر بعد ما كان غضا طريا فقد إلتف بعضه ببعض وازينت الأرض بألوانه حتى طمع الناس وظنوا أنه قد سلم من الجوائح لا الماء وإن دخلته كاف التشبيه فإنه من التشبيه المركب مع إشتمال الكلام نفسه علىأمور حقيقة وأمور مجازية فيها من اللطافة ما لا يخفى وعن أبي أنه قرأ كأن لم تغن بالأمس وما أهلكناها إلا بذنوب أهلها كذلك أي مثل ذلك التفصيل البديع نفصل الآيات أي القرآنية التي من جملتها هذه الآية الجليلة الشأن المنبهة على أحوال الحياة الدنيا أي نوضحها ونبينها نفصل الآيات أي القرآنية التي من جملتها هذه الآية الجليلة الشأن 4المنبهة على أحوال الحياة الدنيا أي نوضحها ونبينها لقوم يتفكرون24 في معانيها ويقفون على حقائقها وتخصيصهم بالذكر لأنهم المنتفعون وجوز أن يراد بالآيات ما ذكر في أثناء التمثيل من الكائنات والفاسدات وبتفصيلها تصريفها على الترتيب المحكى إيجادا وإعداما فإنها آيات وعلامات يستدل بها المتفكر فيها على أحوال الحياة الدنيا حالا ومآلا والأول هو الظاهر وعن أبي مجلز أنه قال : كان مكتوبا إلى جنب هذه الآية فمحي ولو أن لإبن آدم واديين من مال لتمنىواديا ثالثا ولايشبع نفس ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب .
والله يدعوا إلى دار السلام ترغيب للناس في الحياة الأخرويةالباقية إثر ترغيبهم عن الحياة الدنيوية الفانية أي يدعو الناس جميعا إلى الجنة حيث يأمرهم بما يفضي إليها وسميت الجنة بذلك لسلامة أهلها عن كل ألم وآفة أو لأن الله تعالى يسلم عليهم أو لأن خزنتها يقولون لهم سلام عليكم طبتم أو لأن بعضهم يسلم فيها على بعض .
فالسلام إما بمعنى السلامة أو بمعنى التسليم أو لأن السلام من أسمائهتعالى ومعناه هو الذي منه وبه السلامة أو ذو السلامة عن جميع النقائض فأضيفت إليه سبحانه للتشريف كما في بيت الله تعالى للكعبة ولأنه لاملك لغيره جل شأنه فيها ظاهرا وباطنا وللتنبيه على أن من فيها سالم عما مر للنظر إلى معنى السلامة في أصله ويدل على قصده تخصيصهبالإضافة إليه دون غيره من أسمائه تعالى ويهدي من يشاء هدايته إلى صراط مستقيم 25 موصل إلى تلك الدار وهو الدين الحق وفي الآية دلالة على أن الهداية غير الدعوة إلى ذلك وعلى أن الأمر مغايرللإرادة حيث عمم سبحانه الدعوة إذ حذف مفعولها وخص الهداية بالمشيئةالمساوية للإرداة على المشهور إذ قيدها بها وهو الذي ذهب إليه الجماعة وقال المعترلة : إن المراد بالهداية التوفيق والإلطاف ومغايرة الدعوة والأمر لذلك ظاهرة فإن الكافر مأمور وليس بموفق وأنمن يشاء هو من علم سبحانه أن اللطف ينفع فيه لأن مشيئته تعالى شأنه تابعة للحكمة فمن علم أنه لا ينفع فيه اللطف لم يوفقه ولم يلطف به إذ التوفيق لمن علم الله تعالى أنه لا ينفعه عبث والحكمه منافية للعبث فهو جل وعلا يهدي من ينفعه اللطف وإن أراد إهتداء الكل للذين أحسنوا أي العمل بأن فعلوا المأمور به وإجتنبوا المنهي عنه وفسررسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم الإحسان بقوله E : أن تعبد الله تعالى كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك الحسنى أي المنزلةالحسنى وهي الجنة وزيادة وهي النظر إلى وجه ربهم الكريم جل جلاله وهو التفسير المأثور عن أبي بكر وعلي كرم الله تعالى وجهه وابنعباس وحذيفة وابن مسعود وأبي موسى الأشعري وخلق آخرين وروي مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم من طرق شتى وقد أخرج الطيالسي وأحمد ومسلم والترمذي وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر وابن أيحاتم