والمنظر الشار وأصل إزينت تزينت فأدغمت التاء في الزاي وسكنت فإجتلبت همزة وصل للتوصل للإبتداء بالساكن وبالأصل قرأ عبدالله وقرأ الأعرج والشعبي وأبو العالية ونصر بن عاصم والحسن بخلاف وأرينت بوزن أفعلت كأكرمت وكان قياسه أن يعل فيقلب ياؤه ألفافيقال أزانت لأنه المطرد في باب الأفعال المعتل العين لكنه ورد على خلافه كأغليت المرأة إذا سقت ولدها الغيل وهو لبن حملها عليه وقدجاء أغالت على القياس .
ومعنى الأفعال هنال هنا الصيرورة أي صارت ذات زينة أو صيرت نفسها كذلك وقرأ أبو عثمان النهدي ازيأنت بهمزة وصل بعدها زاي ساكنةوياء مفتوحة وهمزة كذلك ونون مشددة وتاء تأنيث وأصله ازيانت بوزناحمارت بألف صريحة فكرهوا إجتماع ساكنين فقلبوا الألف همزة مفتوحةكما قريء الضألين وجاء أيضا احمأرت بالهمزة كقوله .
إذا ما الهوادي بالعبيط احمأرت .
وقرأ عوف بن جميل ازيانت بألف من غير إبدال وقريء ازاينت لقصد المبالغة وظن أهلها أنهم قادرون عليها أي على الأرض والمراد ظنوا أنهم متمكنون من منفعتها محصلون لثمرتهارافعون لغلتها وقيل : الكناية للزروع وقيل : للثمرة وقيل : للزينة لإنفهام ذلك من الكلام أتاها أمرنا جواب إذا أي نزل بهاما قدرناه من العذاب وهو ضرب زرعها ما يجتاحه من الآفات والعاهات كالبرد والجراد والفأر والصرصر والسموم وغير ذلك ليلا أونهارا أي في ليل أو في نهار ولعل المراد الإشارة إلى أنه لا فرق في إتيان العذاب بين زمن غفلتهم وزمن يقظتهم إذ لا يمنع منه ما نع ولا يدفع عنه دافع فجعلناها أي فجعلنا نباتها حصيدا أي شبيهابما حصد من أصله والظاهر أن هذا من التشبيه لذكر الطرفين فيه فإنالمحذوف في قوة المذكور وجوز أن يكون هناك إستعارة مصرحة والأصل جعلنا نباتها هالكا فشبه الهالك بالحصيد وأقيم إسم المشبه به مقامه ولا ينافيه تقدير المضاف كما توهم لأنه لم يشبه الزرع بالحصيد بلالهالك به وذهب السكاكي إلى أن في الكلام إستعارة بالكناية حيث شبهت الأرض المزخرفة والمزينة بالنبات الناضر المونق الذي ورد عليه ما يزيله ويفنيه وجعل الحصيد تخيلا ولايخفى بعده كأن لم تغن أي كأن لم يغن نباتها أي لم يمكث ولم يقم فتغن من غني بالمكان إذا أقام ومكث فيه ومنه قيل للمنزل مغني وقد حذف المضاف في هذا وفيما قبله فإنقلب الضمير المجرور منصوبا في أولهما ومرفوعا مستترا في الثاني وأختير الحذف للمبالغة حيث أفادظاهر الكلام جعل الأرض نفسها حصيدا وكأنها نفسها لم تكن لتغيرها بتغير ما فيها وقد عطف بعضهم عليهما عليها لما أن التقدير فيه على نباتها فحذف المضاف وجر الضمير بعلى وليس بالبعيد خلا أن في كون الحذف للمبالغة أيضا ترددا وقيل : ضمير تغن وما قبله يعودان على الزرع كما قيل في ضمير عليها وقيل : يعودان على الأرض ولا حذف بل بجعل التجوز في الإسناد وأنت تعلم أن إرجاع الضمائر كلها للأرض ولومع إرتكاب التجوز في الإسناد أولى من إرجاعها لغيرها كائنا ما كان نعم إنه لايمكن إرجاع الضمير غليها في قراءة الحسن يغني بالياء التحتية وجعل ذلك من قبيل ولا أرض أبقل أبقالها كما ترى فينبغي أنيرجع للنبات أو للزرع مثلا ومآل المعنى كأن لم يكن نابتا بالأمس أي فيما قبل إتيان أمرنا بزمان قريب فإن الأمس مثل في ذلك والجملة التشبيهية جوز أن تكون في محل النصب على أنها حال وأن تكون مستأنفةلا محل لها من الإعراب جوابا لسؤال مقدر والممثل