أن تفرض دوائر البروج متحركة بالسريعة دون البطيئة كتحركها متوهمة على سطوح الممثلات بالسريعة دون البطيئة لينقل الثوابت بالبطيئة من برج إلى برج كما هو الواقع ونحن من وراء المنع فيما يرد على هذا الإحتمال وأيضا ذكر الإمام أنه لم لايجوز أن تكون الثوابت تحت فلك القمر فتكون تحت كرات السيارة لا فوقها وما يقال : من أنا نرى أن هذه السيارة تكسف الثوابت والكاسف تحت المكسوف لا محالة مدفوع بأن هذه السيارات إنما تكسف الثوابت القريبة من المنطقة دون القريبة من القطبين فلم لا يجوز أن يقال : هذه الثوابت القريبة من المنطقة مركوزة في الفلك الثامن والقرينة من القطبين مر كوزة في كرة أخرى تحت كرة القمر على أنه لم لايجوز أن يقال : الكواكب تتحرك بأنفسها من غير أن تكون مركوزة في جسم آخر ودون إثبات الإمتناع خرط القتاد .
وذكروا في إستفادة نور القمر من ضوء الشمس أنه من الحدسيات لإختلاف أشكاله بحسب قربه وبعده منها وذلك كما قال ابن الهيثم لا يفيد الجزم بالإستفادة لإحتمال أن يكون القمر كرة نصفها مضيء ونصفها مظلم ويتحرك على نفسه فيرى هلالا ثم بدرا ثم ينمحق وهكذا دائما ومقصوده أنه لابد من ضم شيء آخر إلى إختلاف ألأشكال حسب القرب والبعد ليدل على المدعي وهو حصول الخسوف عند توسط الأرض بينه وبين الشمس وبعض المحققين كصاحب حكمة العين وصاحب المواقف نقلوا مانقلوا عن ابن الهيثم ولم يقفوا على مقصوده منه فقالوا : إنه ضعيف وإلا لما إنخسف القمر في شيء من ألإستقبالات أصلا وذلك كما قال العاملي عجيب منهم وأنت تعلم أن لاجزم أيضا وأن ضم ماضم لجواز أن يكون سبب آخر لإختلاف تلك ألأشكال النورية لكنا لا نعلمه كأن يكون كوكب كمد تحت فلك القمر ينخسف به في بعض إستقبالاته .
وإن طعن في ذلك بأنه لو كان لرؤى .
قلنا : لم لا يجوز أن يكون ذلك ألإختلاف والخسوف من آثار إرادة الفاعل المختار من دون توسط القرب والبعد من الشمس وحيلوية الأرض بينها وبينه بل ليس هناك إلا توسط الكاف والنون وهو كاف عند من سلمت عينه من الغين وللمتشرعين من المحدثين وكذا لساداتنا الصوفية قدس الله تعالى أسرارهم كلمات شهيرة في هذا الشأن ولعلك قد وقفت عليها وإلا فستقف بعد إن شاء الله تعالى .
وقد استندوا فيما يقولون إلى إخبار نبوية وأرصاد قلبية وغالب الأخبار في ذلك لم تبلغ درجة الصحيح وما بلغ منها آحاد مع هذا قابل للتأويل بما لاينافي مذهب الفلاسفة والحق أنه لا جزم بما يقولونه في ترتيب الأجرام العلوية ومايلتحق بذلك وأن القول به مما لا يضر بالدين إلا إذا صادم ماعلم مجيبه عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم هذا وسمي القمر قمرا لبياضه كما قال الجوهري وإعتبر هو وغيره كونه قمرا بعد ثلاث .
وقدره أي قدر له وهيأ منازل أو قدر مسيره في منازل فمنازل على الأول مفعول به وعلى الثاني نصب على الظرفية وجوز أن يكون قدر بمعنى جعل المتعدي لواحد و منازل حال من مفعوله أي جعله وخلقه متنقلا وإن يكون بمعنى جعل المتعدى لإثنين أي صيره ذا منازل وإياما كان فالضمير للقمر وتخصيصه بهذا التقدير لسرعة سيره بالنسبة إلى الشمس ولأن منازله معلومة محسوسة ولكونه عمدة في تواريخ العرب ولأن أحكام الشرع منوطة به في الأكثر وجوز أن يكون الضمير له وللشمس بتأويل كل منهما والمنازل ثمانية وعشرون وهي الشرطان والبطين والثريا والدبران والهقعة والهنعة والذراع والنثرة والطرف والجبهة والزبرة والصرفة