أفي الحق إني هائم بك مغرم .
والأول أظهر وقوله سبحانه : إنه يبدؤ الخلق ثم يعيده كالتعليل لما أفاده إليه مرجعكم فإن غاية البدء والإعادة هو الجزاء بما يليق وقرأ أبو جعفر والأعمش أنه يفتح الهمزة على تقدير لأنه وجوز أن يكون منصوبا بمثل مانصب وعد أي وعد الله سبحانه بدء الخلق ثم إعادته أي إعادته بعد بدئه ويكون الوعد واقعا على المجموع لكن بإعتبار الجزء الأخير لأن البدء ليس موعودا وأن يكون مرفوعا بمثل مانصب حقا أي حق بدء الخلق ثم إعادته نظير قول الحماسي : أحقا عباد الله أن ليست رائيا رفاعة طول الدهر ألا توهما وعن المرزوقي أنه خرجه على النصب على الظرفية وهو إاما خبر مقدم أو ظرف معتمد وزعم أن ذلك مذهب سيبويه وجوز أن يكون النصب بوعد الله على أنه مفعول له والرفع بحقا على أنه فاعل له وظاهر كلام الكشاف يدل على أن الفعلين العاملين في المصدرين المذكورين هما اللذان يعملان فيما ذكر لا فعلان آخران مثلهما وحينئذ يفوت أمر التأكيد الذي ذكرناه لأن فاعل العامل بالمصدر المؤكد لابد أن يكون عائدا على ماتقدمه مما أكده وقرىء حق أنه يبدأ الخلق وهو كقولك : حق أن زيدا منطلق وقرىء يبدىء من أبدأ ولعل المراد من الخلق نحو المكلفين لا ما يعم ذلك والجمادات ويؤيد ذلك ماأخرجه غير واحد عن مجاهد أن معنى الآية يحيي الخلق ثم يميته ثم يحييه ليجزي الذين ءامنوا وعملوا الصالحات بالقسط أي بالعدل وهو حال من فاعل يجزي أي متلبسا بالعدل او متعلق بيجزي أي ليجزيهم بقسطه ويوفيهم