سبحانه وحده أي فإعبدوه سبحانه من غير أن يشركوا به شيئا من ملك أو نبي فضلا عن يبصر ولا يسمع ولا يضر ولا ينفع وليس الداعي لهذا الحمل أن أصل العبادة ثابت لهم فيحمل الأمر بها على ذلك ليفيد لما قيل : من أن الخطاب للمشركين ولا عبادة مع الشرك أفلا يتذكرون 3 أي أتعلمون أن الأمر كما فصل فلا تتذكرون ذلك حتى تقفوا على فساد ماأنتم عليه فترتدعوا عنه وتعبدوا الله تعالى وحده وإيثار تذكرون على تفكرون للإيذان بظهور الأمر وأنه كالمعلوم الذي لا يفتقر إلى فكر تام ونظر كامل بل إلى مجرد إلتفات وإخطار بالبال وقوله سبحانه : اليه مرجعكم جميعا كالتعليل لوجوب العبادة والجار والمجرور خبر متقدم و مرجعكم مبتدأ مؤخر وهو مصدر ميمي لاإسم مكان خلافا لمن وهم فيه و جميعا حال من الضمير المجرور لكونه فاعلا في المعنى أي إليه تعالى رجوعكم مجتمعين لا إلى غيره سبحانه بالبعث وعد الله مصدر مؤكد لمضمون الجملة السابقة لأنها وعد منه تعالى بالبعث وحيث كانت لاتحتمل غير الوعد كان ذلك من أفراد المصدر المؤكد لنفسه عندهم كما في قولك : له على ألف عرفا ويجوز أن يكون نصبا على المصدرية لفعل محذوف أي وعدالله وعدا وأياما كان فهو دليل على ان المراد بالمرجوع الرجوع بالبعث لأن ما بالموت بمعزل عن الوعد كما أنه بمعزل عن الإجتماع فما وقع في بعض نسخ القاضي بالموت أو النشور ليس على ماينبغي .
وقرىء وعدالله بصيغة الفعل ورفع الإسم الجليل على الفاعلية حقا مصدر مؤكد لما دل عليه الأول وهو من قسم المؤكد لغيره لأن الأول ليس نصا فيه فإن الوعد يحتمل الحقيةوالتخلف وقيل : إنه منصوب بوعد على تقدير في وتشبيهه بالظرف كقوله :