بأقربائه رحيم بأوليائه وقيل : رءوف بمن يراه رحيم بمن لم يره ولا مستند لشيء من ذلك فإن تولوا تلوين للخطاب وتوجيه له إليه صلى الله عليه وسلّم تسلية له أي فإن أعرضوا عن الإيمان بك فقل حسبي الله فإنه يكفيك معرتهم ويعينك عليهم لا إله إلا هو إستئناف كالدليل لما قبله لأن المتوحد بالألوهية هو الكافي المعين عليه توكلت فلا أرجو ولا أخاف إلا منه سبحانه وهو رب العرش أي الجسم المحيط بسائر الأجسام ويسمى بفلك الأفلاك وهو محدد الجهات العظيم الذي لا يعلم مقدار عظمته إلا الله تعالى وفي الخبر أن الأرض بالنسبة إلى السماءالدنيا كحلقة في فلاة وكذا السماء الدنيا بالنسبة إلى السماء التيفوقها وهكذا إلى السماء السابعة وهي بالنسبة إلى الكرسي كحلقة في فلاة وهو بالنسبة إلى العرش كذلك وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنهلا يقدر قدره أحد وذكر أهل الإرصاد أن بعد مقعر الفلك الأعظم من مركز العالم ثلاثة وثلاثون ألف ألف وخمسمائة وأربعة وعشرون ألفا وستمائة وتسع فراسخ وأن بعد محدبه منه قد بلغ مرتبة لا يعلمها إلا الله الذيلا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء وهو بكل شيء عليم وقد يفسرالعرش هنا بالملك وهو أحد معانيه كما في القاموس وقرىء العظيم بالرفع على أنه صفة الرب وختم سبحانه هذه السورة بما ذكرلأنه تعالى ذكر فيها التكاليف الشاقة والزواجر الصعبة فأراد جل شأنهأن يسهل عليهم ذلك ويشجع النبي A على تبليغه وقد تضمن من أوصافهصلى الله تعالى عليه وسلم والكريمة ما تضمن وقد بدأ سبحانه من ذلك بكونه من أنفسهم لأنه كالأم في هذا الباب ولا ينافي وصفه A بالرأفة والرحمة بالمؤمنين تكليفه إياهم في هذه السورة بأنواع من التكاليف الشاقة لأن هذا التكليف أيضا من كمال ذلك الوصف من حيث أنه سبب للتخلص من العقاب المؤبد والفوز بالثواب المخلد ومن هذا القبيل معاملته صلى الله تعالى عليه وسلم للثلاثة الذين خلفوا كما علمت وما أحسن ماقيل : فقسا ليزدجروا ومن يك حازما فليقس أحيانا على من يرحم وهاتان الآيتان على ماروي عن أبي بن كعب آخر ما نزل من القرآن لكن روى الشيخان عن البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه أنه قال : آخر آية نزلت يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة وآخر سورة نزلت براءة .
وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما آخر آية نزلت واتقوا يوماترجعون فيه إلى الله وكان بين نزولها وموته A ثمانون يوما وقيل : تسع ليال وحاول بعضهم التوفيق بين الروايات في هذا الشأن بمالا يخلو عن كدر ويبعد ماروي عن أبي ما أخرجه ابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص قال : لما قدم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم المدينة جاءته جهينة فقالوا له : إنك نزلت بين أظهرنا فأوثق لنا نأمنك وتأمنا قال : ولم سألتم هذا قالوا : نطلب الأمن فأنزل الله تعالى هذه الآية لقد جاءكم إلخ والله تعالى أعلم بحقيقة الحال .
وقد ذكروا لقوله سبحانه فإن تولوا الآية ما ذكروا من الخواص وقد أخرج أبو داود عن أبي الدرداء موقوفا وابن السني عنه قال : قال رسول الله A من قال حين أصبح وحين يمسي حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات كفاه الله تعالى ماأهمه منأمر الدنيا والآخرة وأخرج ابن النجار في تاريخه عن الحسين رضي الله تعالى عنه قال : من قال حين يصبح سبع مرات حسبي الله لا إله إلا هو إلخ لم