بأنهم قيل متعلق بصرف على الإحتمال الأول وبإنصرفوا على الثاني والباء للسببية أي بسبب أنهم قوم لايفقهون 127 لسوء فهمهم أو لعدم تدبرهم فهم إما حمقى أو غافلون لقد جاءكم الخطاب للعرب رسول أي رسول عظيم القدر من أنفسكم أي من جنسكم ومن نسبكم عربي مثلكم أخرج عبد ابن حميد وغيره عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال : ليس من العرب قبيلة إلا وقد ولدت النبي صلى الله عليه وسلّم مضريها وربيعتها ويمانيها وقيل : الخطاب للبشر على الإطلاق ومعنى كونه E من أنفسهم أنه من جنس البشر وقرأ ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وابن محيصن والزهري أنفسكم أفعل تفضيل من النفاسة والمراد الشرف فهو A من أشرف العرب أخرج الترمذي وصححه والنسائي عن المطلب بن ربيعة قال : قال رسول الله A وقد بلغه بعض ما يقول الناس فصعد المنبر فحمد الله تعالى وأثنى عليه وقال : من أنا قالوا : أنت رسول الله قال : أنا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب إن الله تعالى خلق الخلق فجعلني في خير خلقه وجعلهم فرقتين فجعلني في خير فرقة وجعلهم قبائل فجعلني في خيرهم قبيلة وجعلهم بيوتا فجعلني في خيرهم بيتا فأنا خيركم بيتا وخيركم نفسا وأخرج البخاري والبيهقي في الدلائل عن أبي هريرة أن رسول الله A قال : بعثت من خير قرون بني آدم قرنا فقرنا حتى كنت من القرن الذي كنت فيه وأخرج مسلم وغيره عن واثلة بن الأسقع قال : قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إن اللهتعالى إصطفى من ولد إبراهيم اسمعيل وإصطفى من ولد إسمعيل بني كنانة وإصطفى من بني كنانة قريشا وإصطفى من قريش بني هاشم وإصطفاني من بني هاشم وروى البيهقي عن أنس أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال : ما إفترق الناس فرقتين إلا جعلني الله تعالى في خيرهما فأخرجت من بين أبوي فلم يصيبني شيء من عهرالجاهلية وخرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم حتى إنتهيت إلى أبي وأمي فأنا خيركم نفسا وخيركم أبا عزيز عليه أي شديد شاق من عز عليه بمعنى صعب وشق ما عنتم أي عنتكم وهوبالتحريك ما يكره أي شديد عليه ما يلحقكم من المكروه كسوء العاقبةوالوقوع في العذاب ورفع عزيز على أنه صفة سببية لرسول وبه متعلق عليه وفاعله المصدر وهو الذي يقتضيه ظاهرالنظم الجليل وقيل : إن عزيز عليه خبر مقدم و ما عنتم مبتدأ مؤخر والجملة في موضعالصفة وقيل : إن عزيز نعت حقيقي لرسول وعنده تم الكلام و عليهما عنتم إبتداء كلام أي يهمه ويشق عليه عنتكم حريص عليكم أي على إيمانكم وصلاح شأنكم لأن الحرص لا يتعلق بذواتهم بالمؤمنين منكم ومن غيركم رؤوف رحيم 128 قيل : قدم الأبلغ منهما وهو الرأفة التي هي عبارة عن شدة الرحمة رعاية للفواصل وهو أمر مرعي في القرآن وهو مبني على ما فسر به الرأفة وصحح أن الرأفة الشفقة والرحمة الإحسان وقد يقال : تقديم الرأفة بإعتبار أن آثارها دفع المضار وتأخير الرحمة بإعتبار أن آثارها جلب المنافع والأول أهم من الثاني ولهذا قدمت في قوله سبحانه : رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ولا يجري هنا أمر الرعاية كما لا يخفى وكأن الرأفة على هذا مأخوذة من رفو الثوب لإصلاح شقه فيكون في وصفه A بما ذكر وصف له بدفع الضرر عنهم وجلب المصلحة لهم ولم يجمع هذان الإسمان لغيره E وزعمبعضهم أن المراد رءوف بالمطيعين منهم رحيم بالمذنبين وقيل : رءوف