الوطء الذي في ضمنه وإذا جعل الموطىء مصدرا كالمورد فالأمر ظاهر ولاينالون أي ولا يأخذون من عدو نيلا أي شيئا من الأخذ فهو مصدر كالقتل والأسر والفعل نال ينيل وقيل : نال ينول فأصل نيلا نولا فأبدلت الواو ياء على غير القياس ويجوز أن يكون بمعنى المأخوذ فهو مفعول به لينالون أي لا ينالون شيئا من الأشياء الا كتب لهم به أي بالمذكور وهو جميع ماتقدم ولذا وحد الضمير ويجوز أن يكون عائدا على كل واحد من ذلك على البدل : قال النسفي وحد الضمير لأنه لما تكررت لا صار كل واحد منها على البدل مفردا بالذكر مقصودا بالوعد ولذا قال فقهاؤنا : لو حلف لا يأكل خبزا ولا لحما حنث بواحد منهما ولو حلف لا يأكل لحما وخبزا لم يحنث إلا بالجمع بينهما والجملة في محل نصب على الحال من ظمأ وما عطف عليه أي لايصيبهم ظمأ ولا كذا إلا مكتوبا لهم به عمل صالح أي ثواب ذلك فالكلام بتقدير مضاف وقد يجعل كناية عن الثواب وأول بهلأنه المقصود من كتابة الأعمال والتنوين للتفخيم والمراد أنهم يستحقون ذلك إستحقاقا لازما بمقتضى وعده تعالى لا بالوجوب عليه سبحانه وإستدل بالآية على أن من قصد خيرا كان سعيه فيه مشكرا من قيام وقعود ومشي وكلام وغير ذلك وعلى أن المدد يشارك الجيش في الغنيمة بعد إنقضاء الحرب لأن وطء ديارهم مما يعيظهم ولقد أسهم النبي صلى الله تعالى عليه وسلم لإبني عامر وقد قدما بعض تقضي الحرب وإستدل بها على مانقل الجلال السيوطي أبو حنيفة رضي الله تعالى عنه على جواز الزنا بنساء أهل الحرب في دار الحرب إن الله لا يضيع أجر المحسنين 120 على إحسانهم والجملة في موضع التعليل للكتب والمراد بالمحسنين إما المبحوث عنهم ووضع المظهر موضع المضمر لمدحهم والشهادة لهم بالإنتظام في سلك المحسنين وأن أعمالهم من قبيل الإحسان وللإشعار بعلية المأخذ للحكم وإما الجنس وهم داخلون فيه دخولا أوليا ولا ينفقون نفقة صغيرة ولو تمرة أو علاقة سوط ولا كبيرة كما أنفق عثمان رضي الله تعالى عنه في جيش العسرة وذكر الكبيرة بعد الضعيرة وأن علم من الثوةاب على الأولى الثواب على الثانية لأن المقصود التعميم لا خصوص المذكور إذ المعنى ولا ينفقون شيئا ما فلا يتوهم أن الظاهر العكس وفي إرشاد العقل السليم أن الترتيب بإعتبار كثرة الوقوع وقلته وتوسيط لا للتنصيص على إستبداد كل منهما بالكتب والجزاء لا لتاكيد النفي كما في قوله تعالى شأنه : ولا يقطعون أي ولا يتجاوزون في سيرهم لغزو واديا وهو في الأصل إسم فاعل من ودي اذا سال فهو بمعنى السيل نفسه ثم شاع في محله وهو المنعرج من الجبال والآكام التي يسيل فيها الماء ثم صار حقيقة في مطلق الأرض وبجمع على أودية كناد على أندية وناج على أنجية ولا رابع لهذه على ماقيل في كلام العرب الا كتب لهم أي ثبت لهم أو كتب في الصحف أو اللوح ولا يفسر الكتب بالإستحقاق لمكان التعليل بعد وضمير كتب على طرز ماسبق أي المذكور أو كل واحد وقيل : هو للعمل وليس بذاك وفصل هذا وأخر لأنه أهون مما قبله ليجزيهم الله بذلك أحسن ماكانوا يعملون 121 أي أحسن جزاء أعمالهم على معنى أن لأعمالهم جزاء حسنا وأحسن وهو سبحانه إختار لهم أحسن جراء