مالا يخفى ومن الأعراب أي من جنسهم على الإطلاق من يؤمن باللهواليوم الآخر على الوجه المأمور به ويتخذ على وجه الإصطفاء والإختيار ماينفق في سبيل الله تعالى قربات جمع قربة بمعنى التقرب وهو مفعول ثان ليتخذ والمراد إتخاذ ذلك سببا للتقرب على التجوز في النسبة أو التقدير وقد تطلق القربة على ما يتقرب بهوالأول إختيار الجمهور والجمع بإعتبار الأنواع والأفراد وقوله سبحانه : عند الله صفة قربات أو ظرف ليتخذ .
وجوز أبو البقاء كونه ظرفا فالقربات على معنى مقربات عند الله تعالى وقوله تعالى : وصلوت الرسول عطف على قربات أي وسببا لدعائه عليهالصلاة والسلام فإنه صلى الله تعالى عليه وسلم كان يدعو للمتصدقين بالخير والبركة ويستغفر لهم ولذلك يسن للمتصدق عليه أن يدعو للمتصدق عند أخذ صدقته لكن ليس له أن يصلي عليه فقد قالوا : لايصلى على غير الأنبياء والملائكة عليهم الصلاة والسلام إلا بالتبع لأن في الصلاة من التعظيم ماليس في غيرها من الدعوات وهي لزيادة الرحمة والقرب من الله تعالى فلا تليق بمن يتصور منه الخطايا والذنوب ولاقت عليه تبعا لما في ذلك من تعظيم المتبوع وإختلف هل هي مكروهةتحريما أو تنزيها أو خلاف الأولى صحح النووي في الأذكار الثاني لكنفي خطبة شرح الأشباه للبيري من صلى على غيرهم أثم وكره وهو الصحيح وما رواه الستة غير الترمذي من قوله صلى الله تعالى عليه وسلم : اللهم صل على ل أبي أوفى لا يقوم حجة على المانع لأن ذلك كما في المستصفى حقه E فله أن يتفضل به على من يشاء إبتداءا وليس الغير كذلك وأما السلام فنقل اللقاني في شرح جوهرة التوحيد عن الإمام الجويني أنه في معنى الصلاة فلا يستعمل في الغائب ولا يفرد به غير الأنبياء والملائكة عليهم السلام فلا يقال : علي عليهالسلام بل يقال : رضي الله تعالى عنه وسواء في هذا الأحياء والأموات إلا في الحاضر فيقال : : السلام أو سلام عليك وعليكم وهذا مجمع عليه إنتهى أقول : ولعل من الحاضر السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين و سلام عليكم دار قوم مؤمنين وإلا فهو مشكل والظاهر أن العلة في منع السلام ما قاله النووي في علة منع الصلاة من أن ذلك شعار أهل البدع وأنه مخصوص في لسان السلف بالأنبياء والملائكة عليهم السلام كما أن قولنا : D مخصوص بالله سبحانه فلا يقال محمد D وإن كان عزيزا جليلا صلى الله عليه وسلّم ثم قال اللقاني : وقال القاضي عياض : الذي ذهب إليه المحققون وأميل إليه ماقاله مالك وسفيان وإختاره غير واحد من الفقهاء والمتكلمين أنه يجب تخصيص النبي A وسائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بالصلاة والتسليم كما يختص الله سبحانه عند ذكره بالتقديس والتنزيه ويذكر من سواهم بالغفران والرضا كما قال تعالى : Bهم ورضوا عنه يقولون ربنا إغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان وأيضا أن ذلك في غير من ذكر لم يكن في الصدر الأول وإنما أحدثه الرافضة في بعض الأئمة والتشبيه بأهل البدع منهي عنه فتجب مخالفتهم إنتهى ولا يخفى أن مذهب الحنابلة جواز ذلك في غير الأنبياء والملائكة عليهم السلام إستقلالا عملا بظاهر الحديث السابق وكراهةالتشبيه بأهل البدع مقررة عندنا أيضا لكن لا مطلقا بل في المذموم وفيما قصد به التشبه بهم كما ذكره الحصكفي في الدر المختار فإفهم ثم التعرض لوصف الإيمان بالله تعالى واليوم الآخر في هذا الفريق معأن مساق الكلام