رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وذلك قوله سبحانه : وما نقموا الآية ولا يخفى أن الإغناء على الأول أظهر وقيل : كان إغناؤهم بما من الله تعالى من الغنائم فقد كانوا كما قال الكلبي قبل قدوم النبي صلى الله تعالى عليه وسلم المدينة محاويج في ضنك من العيش فلما قدم E أثروا بها والضمير على هذا يجوز أن يكون للمؤمنين فيكون الكلام متضمنا ذم المنافقين بالحسد كما أنه على الأول متضمن لذمهم بالكفر وترك الشكر وتوحيد ضمير فضله لا يخفى وجهه فإن يتوبوا عما هم عليه من القبائح يك أي التوب وقيل : أي التوبة وغتفر مثل ذلك في المصادر .
وقد يقال : التذكير باعتبار الخبر أعني قوله سبحانه : خيرا لهم أي في الدارين وهذه الآية على ما في بعض الروايات كانت سببا لتوبته وحسن إسلامه لطفا من الله تعالى به وكرما وإن يتولوا أي استمروا على ما كانوا عليه من التولي والإعراض عن إخلاص الإيمان أو أعرضوا عن التوبة .
يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا بمتاعب النفاق وسوء الذكر ونحو ذلك وقيل : المراد بعذاب الدنيا عذاب القبر أو ما يشاهدونه عند الموت وقيل : المراد به القتل ونحوه على معنى أنهم يقتلون إن أظهروا الكفر بناءا على أن التولي مظنة الإظهار فلا ينافي ما تقدم من أنهم لا يقتلون وأن الجهاد في حقهم غير ما هو المتبادر .
والآخرة وعذابهم فيها بالنار وغيرها من أفانين العقاب وما لهم في الأرض أي في الدنيا والتعبير بذلك للتعميم أي ما لهم في جميع بقاعها وسائر أقطارها من ولي ولا نصير .
47 .
- ينقذهم من العذاب بالشفاعة أو المدافعة وخص ذلك في الدنيا لأنه لا ولي ولا نصير لهم في الآخرة قطعا فلا حاجة لنفيه .
هذا ومن باب الإشارة في الآيات عفا الله عنك لم أذنت لهم الخ فيه إشارة إلى علو مقامه صلى الله تعالى عليه وسلم ورفعة شأنه على سائر الأحباب حيث آذنه بالعفو قبل العتاب ولو قال له : لم أذنت لهم عفى الله عنك لذاب وعبر سبحانه بالماضي المشير إلى سبق الإصطفاء لئلا يوحشه E الإنتظار ويشتغل قلبه الشريف باستمطار العفو من سحاب ذلك الوعد المدرار وانظر كم بين عتابه جل شأنه لحبيبه E على الأذن لأولئك المنافقين وبين رده تعالى على نوح عليه السلام قوله : ان ابني من أهلي بقوله سبحانه : يا نوح إنه ليس من أهلك إلى قوله تبارك وتعالى : إني أعظك أن تكون من الجاهلين ومن ذلك يعلم الفرق وهو لعمري غير خفي بين مقام الحبيب ورتبة الصفي وقي قيل : إن المحب يعتذر عن حبيبه ولا ينقصه عنده كلام معيبه وأنشد : ما حطك الواشون عن رتبة كلا وما ضرك مغتاب كأنهم اثنوا ولم يعلموا عليك عندي بالذي عابوا وقال آخر : في وجهه شافع يمحو إساءته عن القلوب ويأتي بالمعاذير وإذا الحبيب أتى بذنب واحد جاءت محاسنه بألف شفيع