هي ما حكي من قولهم والله ما مثلنا الخ أو والله لئن كان هذا الرجل صادقا الخ أو الشتم الذي وبخ عليه E والجملة مع ما عطف عليها إعتراض وكفروا بعد إسلامهم أظهروا ما في قلوبهم من الكفر بعد إظهار الإسلام وإلا فكفرهم الباطن كان ثابتا قبل والإسلام الحقيقي لا وجود له وهموا بما لم ينالوا من الفتك برسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم حين رجع من غزوة تبوك أخرج البيهقي في الدلائل عن حذيفة بن اليمان قال كنت آخذا بخطام ناقة رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أقود به وعمار يسوق أو أنا أسوق وعمار يقود حتى إذا كنا بالعقبة فإذا أنا بإثني عشر راكبا قد إعترضوا فيها فأنبهت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فصرخ بهم فولوا مدبرن فقال لنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : هل عرفتم القوم قلنا : لا يا رسول الله كانوا متلثمين ولكن قد عرفنا الركاب قال : هؤلاء المنافقون إلى يوم القيامة هل تدرون ما أرادوا قلنا : لا قال : أرادوا أن يزلوا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم في العقبة فيلقوه منها قلنا : يا رسول الله أولا تبعث إلى عشائرهم حتى يبعثوا لك كل قوم برأس صاحبهم قال : أكره أن يتحدث العرب عنا أن محمدا E قاتل بقوم حتى إذا أظهره الله تعالى بهم أقبل عليهم يقتلهم ثم قال : اللهم أرمهم بالدبيلة قلنا يا رسول الله وما الدبيلة قال : شهاب من نار يقع على نياط أحدهم فيهلك وكانوا كلهم كما أخرج ابن سعد عن نافع بن جبير من الأنصار أو من حلفائهم ليس فيهم قرشي ونقل الطبرسي عن الباقر رضي الله تعالى عنه أن ثمانية منهم من قريش وأربعة من العرب لا يعول عليه .
وقد ذكر البيهقي من رواية ابن إسحاق أسماؤهم وعد منهم الجلاس بن سويد ويشكل عليه رواية أنه تاب وحسنت توبته مع قوله E في الخبر هؤلاء المنافقون إلى يوم القيامة إلا أن يقال : إن ذلك باعتبار الغالب وقيل : المراد بالموصول إخراج المؤمنين من المدينة على ما تضمنه الخبر المار عن قتادة وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي وأبو الشيخ عنه وعن أبي صالح أنهم أرادوا أن يتوجوا عبدالله بن أبي بتاج ويجعلوه حكما ورئيسا بينهم وإن لم يرض رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وقيل : أرادوا أن يقتلوا عميرا لرده على الجلاس كما مر .
وما نقموا أي ما كرهوا وعابوا شيئا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله فالإستثناء مفرغ من أعم المفاعيل أي وما نقموا الإيمان لأجل شيء إلا لإغناء الله تعالى إياهم فيكون الإستثناء مفرغا من أعم العلل وهو على حد قولهم : ما لي عندك ذنب إلا أني أحسنت إليك وقوله : ما نقم الناس من أمية إلا أنهم يحلمون إن غضبوا 1 وهو متصل على إدعاء دخوله بناء على القول بأن الإستثناء المفرغ لا يكون منقطعا وفيه تهكم وتأكيد الشيء بخلافه كقوله .
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم .
البيت وأصل النقمة كما قال الراغب الإنكار باللسان والعقوبة والأمر على الأول ظاهر وأما على الثاني فيحتاج إلى إرتكاب المجاز بأن يراد وجدان ما يورث النقمة ويقتضيه وضمير أغناهم للمنافقين على ما هو الظاهر وكان إغناؤهم بأخذ الدية فقد روي أنه كان للجلاس مولى قتل وقد غلب على ديته فأمر رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بها اثني عشر ألفا فأخذها واستغنى وعن قتادة أن الدية كانت لعبدالله بن أبي وزيادة الألفين كانت على عادتهم في الزيادة على الدية تكرما وكانوا يسمونها شنقا كما في الصحاح وأخرج ابن أبي حاتم عن عروة قال : كان جلاس تحمل حمالة أو كان عليه دين فأدى عنه