الفاسق عند الحسن فغير حسن وروي والعهدة على الراوي أن قراءة أهل البيت رضي الله تعالى عنهم جاهد الكفار بالمنافقين والظاهر أنها لم تثبت ولم يروها إلا الشيعة وهم بيت الكذب واغلظ عليهم أي على الفريقين في الجهاد بقسميه ولا ترفق بهم عن عطاء نسخت هذه الآية كل شيء من العفو والصفح ومأواهم جهنم إستئناف لبيان آجل أمرهم إثر بيان عاجله وذكر أبو البقاء في هذه ثلاثة أوجه : أحدهما أنها واو الحال والتقدير افعل ذلك في حال إستحقاقهم جهنم وتلك الحال حال كفرهم ونفاقهم والثاني أنها جيء بها تنبيها على إرادة فعل محذوف أي واعلم أن مأواهم جهنم والثالث أن الكلام محمول على المعنى وهو أنه قد إجتمع لهم عذاب الدنيا بالجهاد والغلظة وعذاب الآخرة بجعل جهنم مأواهم وبئس المصير .
37 .
- تذييل لما قبله والمخصوص بالذم محذوف أي مصيرهم يحلفون بالله ما قالوا إستئناف لبيان ما صدر منهم من الجرائم الموجبة لما مر .
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة قال : ذكر لنا أن رجلين اقتتلا أحدهما من جهينة والآخر من غفار وكانت جهينة حلفاء الأنصار فظهر الغفاري على الجهيني فقال عبدالله بن أبي للأوس انصروا أخاكم والله ما مثلنا ومثل محمد صلى الله تعالى عليه وسلم وحاشاه مما يقول هذا المنافق إلا كما قال القائل : سمن كلبك يأكلك والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فسعى بها رجل من المسلمين إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فأرسل إليه فجعل يحلف بالله تعالى ما قاله فنزلت .
وأخرج ابن إسحق وابن أبي حاتم عن كعب بن مالك قال : لما نزل القرآن فيه ذكر المنافقين قال الجلاس 1 بن سويد : والله لئن كان هذا الرجل صادقا لنحن شر من الحمير فسمعهما عمير بن سعد فقال : والله يا جلاس إنك لأحب الناس إلي وأحسنهم عندي أثرا ولقد قلت مقالة لئن ذكرتها لتفضحنك ولئن سكت عنها لتهلكني ولإحداهما أشد علي من الأخرى فمشى إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فذكر له ما قال الجلاس فحلف بالله تعالى ما قال ولقد كذب علي عمير فنزلت .
وأخرج عبدالرزاق ابن سيرين أنها لما نزلت أخذ النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بأذن عمير فقال : وفت أذنك يا غلام وصدقك ربك وكان يدعو حين حلف الجلاس اللهم أنزل على عبدك ونبيك تصديق الصادق وتكذيب الكاذب .
وأخرج عن عروة أن الجلاس تاب بعد نزولها وقبل منه وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم جالسا في ظل شجرة فقال : إنه سيأتيكم انسان ينظر إليكم بعيني شيطان فإذا جاء فلا تكلموه فلم يلبثوا أن طلع رجل أزرق العينين فدعاه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فقال : علام تشتمني أنت وصاحبك فانطلق فجاء باصحابه فحلفوا بالله تعالى ما قالوا حتى تجاوز عنهم وأنزل الله تعالى الآية وإسناد الحلف إلى ضمير الجمع على هذه الرواية ظاهر وأما على الروايتين الأوليين فقيل : لأنهم رضوا بذلك واتفقوا عليه فهو من إسناد الفعل إلى سببه أو لأنه جعل الكلام لرضاهم به كأنهم فعلوه ولا حاجة إلى عموم المجاز لأن الجمع بين الحقيقة والمجاز جائز في المجاز العقلي وليس محلا للخلاف وإيثار صيغة الإستقبال في يحلفون على سائر الروايات لإستحضار الصورة أو للدلالة على تكرير الفعل وهو قائم مقام القسم و ما قالوا جوابه ولقد قالوا كلمة الكفر