صلى الله تعالى عليه وسلم وهو E المراد أيضا على قراءة الجمهور عند البعض وإنما عبر بذلك تلطفا به صلى الله تعالى عليه وسلم حتى لا يواجه بالعتاب ولذا قيل : إن ذاك على تقدير مضاف أي لأصحاب النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بدليل قوله تعالى الآتي : تريدون ولو قصد بخصوصه E لقيل : تريد ولأن الأمور الواقعة في القصة صدرت منهم لا منه صلى الله تعالى عليه وسلم وفيه نظر ظاهر والظاهر أن المراد على قراءة الجمهور العموم ولا يبعد إعتباره على القراءة الأخرى أيضا وهو أبلغ لما فيه من بيان أن ما يذكر سنة مطردة فيما بين الأنبياء عليهم السلام أي ما صح وما إستقام لنبي من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أن يكون له أسرى قرأ أبو عمرو ويعقوب تكون بالتاء الفوقية إعتبارا لتأنيث الجمع وعن أبي جعفر أنه قرأ أيضا أسارى قال أبو على : وقراءة الجماعة أقيس لأن أسيرا فعيل بمعنى مفعول والمطرد فيه جمعه على فعلى كجريح وجرحى وقتيل وقتلى ولذا قالوا في جمعه على أسارى : إنه على تشبيه فعيل بفعلان ككسلان وكسالى وهذا كما قالوا كسلى تشبيها لفعلان بفعيل ونسب ذلك إلى الخليل وقال الأزهري : إنه جمع أسرى فيكون جمع الجمع واختار ذلك الزجاج وقال : إن فعلى جمع لكل من أصيب في بدنه أو في عقله كمريض ومرضى وأحمق وحمقى حتى يثخن في الأرض أي يبالغ في القتل ويكثر منه حتى يذل الكفر ويقل حزبه ويعز الإسلام ويستولي أهله وأصل معنى الثخانة الغلظ والكثافة في الأجسام ثم استعير للمبالغة في القتل والجراحة لأنها لمنعها من الحركة صيرته كالثخين الذي لا يسيل وقيل : إن الإستعارة مبنية على تشبيه المبالغة المذكورة بالثخانة في أن في كل منهما شدة في الجملة وذكر في الأرض للتعميم وقريء يثخن بالتشديد للمبالغة في المبالغة تريدون عرض الدنيا إستئناف مسوق للعتاب والعرض ما لإثبات له ولو جسما وفي الحديث الدنيا عرض حاضر أي لا ثبات لها ومنه إستعاروا العرض المقابل للجوهر أي تريدون حطام الدنيا بأخذكم الفدية وقريء يريدون بالياء والظاهر أن ضمير الجمع لأصحاب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم والله يريد الآخرة أي يريد لكم ثواب الآخرة أو سبب نيل الآخرة من الطاعة بإعزاز دينه وقمع أعدائه فالكلام على حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه وذكر نيل في الإحتمال الثاني قيل : للتوضيح لا لتقدير مضافين والإرادة هنا بمعنى الرضا وعبر بذلك للمشاكلة فلا حجة في الآية على عدم وقوع مراد الله تعالى كما يزعمه المعتزلة وزيادة لكم لأنه المراد وقرأ سليمان بن جماز المدني الآخرة بالجر وخرجت على حذف المضاف وإبقاء المضاف إليه على جره وقدره أبو البقاء عرض الآخرة وهو من باب المشاكلة وإلا فلا يحسن لأن أمور الآخرة مستمرة ولو قيل : إن المضاف المحذوف على القراءة الأولى ذلك لذلك أيضا لم يبعد وقدر بعضهم هنا كما قدرنا هناك من الثواب أو السبب ونظير ما ذكر قوله : أكل امريء تحسبين أمرأ ونار توقد في الليل نارا وفي رواية من جر نار الأولى وأبو الحسن يحمله على العطف على معمولي عاملين مختلفين والله عزيز يغلب أولياءه على أعدائه حكيم .
76 .
- يعلم ما يليق بكل حال ويخصه بها كما أمر بالإثخان ونهى عن أخذ الفدية حيث كان الإسلام غضا وشوكة أعدائه قوية وخير بينه وبين المن بقوله تعالى : فإما منا بعد وإما فداء لما تحولت الحال واستغلظ زرع الإسلام واستقام على سوقه