وهو على المنبر : وأعدوا لهم مااستطعتم من قوة إلا أن القوة الرمي قالها ثلاثا والظاهر العموم إلا أنه E خص الرمي بالذكر لأنه أقوى ما يتقوى به فهو من قبيل قوله صلى الله تعالى عليه وسلم الحج عرفة .
وقد مدح E الرمي وأمر بتعلمه في غير ما حديث وجاء عنه E كل شيء من لهو الدنيا باطل إلا ثلاثة انتضالك بقوسك وتأديبك فرسك وملاعبتك أهلك فإنها من الحق وجاء في رواية أخرجها النسائي وغيره كل شيء ليس من ذكر الله تعالى فهو لغو وسهو إلا أربع خصال مشي الرجل بين الغرضين وتأديب فرسه وملاعبته أهله وتعليم السباحة وجاء أيضا انتضلوا واركبوا وأن تنتضلوا أحب إلي إن الله تعالى ليدخل بالسهم الواحد ثلاثة الجنة صانعه محتسبا والمعين به والرامي به في سبيل الله تعالى .
وأنت تعلم أن الرمي بالنبال اليوم لا يصيب هدف القصد من العدو لأنهم إستعملوا الرمي بالبندق والمدافع ولا يكاد ينفع معهما ما نبل وإذا لم يقابلوا بالمثل عم الداء العضال واشتد الوبال والنكال وملك البسيطة أهل الكفر والضلال فالذي أراه والعلم عند الله تعالى تعين تلك المقابلة على أئمة المسلمين وحماة الدين ولعل فضل ذلك الرمي يثبت لهذا الرمي لقيامه مقامه في الذب عن بيضة الإسلام ولا أرى ما فيه من النار للضرورة الداعية إليه إلا سببا للفوز بالجنة إن شاء الله تعالى ولا يبعد دخول مثل هذا الرمي في عموم قوله سبحانه : وأعدوا لهم مااستطعتم من قوة ومن رباط الخيل الرباط قيل : اسم للخيل التي تربط في سبيل الله تعالى على أن فعال بمعنى مفعول أو مصدر سميت به يقال : ربط ربطا ورباطا ورابط مرابطة ورباطا واعترض بأنه بلزم على ذلك إضافة الشيء لنفسه .
ورد بأن المراد أن الرباط بمعنى المربوط مطلقا إلا أنه استعمل في الخيل وخص بها فالإضافة باعتبار المفهوم الأصلي وأجاب القطب بأن الرباط لفظ مشترك بين معاني الخيل وانتظار الصلاة بعد الصلاة والإقامة على جهاد العدو بالحرب ومصدر رابطت أي لازمت فاضيف إلى أحد معانيه للبيان كما يقال : عين الشمس وعين الميزان قيل : ومنه يعلم أنه يجوز إضافة الشيء لنفسه إذا كان مشتركا وإذا كانت الإضافة من إضافة المطلق إلى المقيد فهي على معنى من التبعيضية وجوز أن يكون جمع ربيط كفصيل وفصال أو جمع ربط ككعب وكعاب وكلب وكلاب وعن عكرمة تفسيره باناث الخيل وهو كتفسيره القوة بما سبق قريبا بعيد وذكر ابن المنير أن المطابق للرمي أن يكون الرباط على بابه مصدرا وعلى تفسير القوة بالحصون يتم التناسب بينه وبين رباط الخيل لأن العرب سمت الخيل حصونا وهي الحصون التي لا تحاصر كما في قوله : ولقد علمت على تجنبي الردا أن الحصون الخيل لا مدر القرى وقال .
وحصني من الأحداث ظهر حصاني .
وقد جاء مدحها فيما لا يحصى من الأخبار وصح الخيل معقود في نواصها الخير إلى يوم القيامة .
وأخرج أحمد عن معقل بن يسار والنسائي عن أنس لم يكن شيء أحب إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بعد النساء من الخيل وميز صلى الله تعالى عليه وسلم بعض أصنافها على بعض فقد أخرج أبو عبيدة عن الشعبي في حديث رفعه التمسوا الحوائج على الفرس الكميت الأرثم المحجل الثلاث المطلق اليد اليمنى .
وأخرج أبو داود والترمذي وحسنه عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم يمن الخيل في شقرها وأخرج مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : كان رسول الله