أي قبيل المؤمنين أو الرسول أو الحاسب أو من خلفهم أو أحد وهو معلوم من الكلام فلا يرد عليه أنه لم يسبق له ذكر ومفعولا الفعل الذين كفروا وسبقوا وحكي عن الفراء أن الفاعل الذين كفروا وأن سبقوا بتقدير أن سبقوا فتكون أن وما بعدها سادة مسد المفعولين وأيد بقراءة ابن مسعود أنهم سبقوا .
واعترضه أبو البقاء وغيره بأن أن المصدرية موصول وحذف الموصول ضعيف في القياس شاذ في الإستعمال لم يرد منه إلا شيء يسير كتسمع بالمعيدي خير من أن تراه ونحوه فلا ينبغي أن يخرج كلام الله تعالى عليه .
وقرأ من عدا من ذكر تحسبن بالتاء الفوقية على أن الخطاب للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم أو لكل من له حظ في الخطاب والذين كفروا سبقوا مفعولاه ولا كلام في ذلك .
وقرأ الأعمش ولا تحسب الذين بكسر الباء وفتحها على حذف النون الخفيفة وقوله تعالى : إنهم لا يعجزون .
95 .
- أي لا يفوتون الله تعالى أو لا يجدون طالبهم عاجزا عن إدراكهم تعليل للنهي على طريق الإستئناف وقرأ ابن عامر أنهم بفتح الهمزة وهو تعليل أيضا بتقدير اللام المطرد حذفها في مثله .
وقيل : الفعل واقع عليه و لا صلة ويؤيده أنه قريء بحذفها و سبقوا حال بمعنى سابقين أي مفلتين هاربين .
وضعف بأن لا لا تكون صلة في موضع يجوز أن لا تكون كذلك وبأن المعهود كما قال أبو البقاء في المفعول الثاني لحسب في مثل ذلك أن تكون أن فيه مكسورة وهذا على قراءة الخطاب لإزاحة ما عسى أن يحذر من عاقبة النبذ لما أنه إيقاظ للعدو وتمكين لهم من الهرب والخلاص من أيدي المؤمنين وفيه نفي لقدرتهم على المقاومة والمقابلة على أبلغ وجه وآكده كما يشير إليه وذكر الجبائي أن لا يعجزون على معنى لا يعجزونك على أنه خطاب أيضا للنبي E ولا يخلو عن حسن والظاهر أن عدم الإعجاز كيفما قدر المفعول إشارة إلى أنه سبحانه سيمكن منهم في الدنيا فما روي عن الحسن أن المعنى لا يفوتون الله تعالى حتى لا يبعثهم في الآخرة غريب منه إن صح وادعى الخازن أن المعنى على العموم على معنى لا يعجزون الله تعالى مطلقا إما في الدنيا بالقتل وإما في الآخرة بعذاب النار وذكر أن فيه تسلية للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم فيمن فاته من المشركين ولم ينتقم منه وهو ظاهر على القول بأن الآية نزلت فيمن أفلت من فل المشركين وروي ذلك عن الزهري وقريء يعجزون بالتشديد .
وقرأ ابن محيصن يعجزون بكسر النون بتقدير يعجزونني فحذفت إحدى النونين للتخفيف والياء إكتفاء بالكسرة ومثله كثير في الكتاب وأعدوا لهم خطاب لكافة المؤمنين لما أن المأمور به من وظائف الكل أي أعدوا لقتال الذين نبذ إليهم العهد وهيئوا لحرابهم كما يقتضيه السباق أو لقتال الكفار على الإطلاق وهو الأولى كما يقتضيه ما بعده ما استطعتم من قوة أي من كل ما يتقوى به في الحرب كائنا ما كان وأطلق عليه القوة مبالغة وإنما ذكر هذا لأنه لم يكن له في بدر إستعداد تام فنبهوا على أن النصر من غير إستعداد لا يتأتى في كل زمان وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما تفسير القوة بأنواع الأسلحة وقال عكرمة : هي الحصون والمعاقل وفي رواية أخرى عنه أنها ذكور الخيل .
وأخرج أحمد ومسلم وخلق كثير عن عقبة بن عامر الجهني قال : سمعت النبي صلى الله تعالى عليه وسلم يقول