سما لك شوق بعد ما كان أقصرا .
وجوز أن يكون الضمير للإخوان وروي ذلك عن ابن عباس والسدي وإليه ذهب الجبائي أي ثم لا يكف هؤلاء عن الغي ولا يقصرون كالمتقين وجوز أيضا أن يراد بالإخوان الشياطين وضمير الجمع المضاف إليه أولا والمفعول ثانيا والفاعل ثالثا يعود إلى الجاهلين في قوله سبحانه وتعالى : وأعرض عن الجاهلين أي وإخوان الجاهلين وهم الشياطين يمدون الجاهلين في الغي ثم لا يقصر الجاهلون عن ذلك والخبر على هذا أيضا جار على ما هو له كما في بعض الأوجه السابقة والأول أولى رعاية للمقابلة وقرأ عيسى بن عمر يقصرون بفتح الياء وضم الصاد من قصر وهو مجاز عن الإمساك أيضا وإذا لم تأتهم آية من القرآن عند تراخي الوحي كما روي عن مجاهد وقتادة والزجاج أو بآية مقترحة كما روي عن ابن عباس والجبائي وأبي مسلم قالوا لولا اجتبيتها أي هلا جمعتها ولفقتها من عند نفسك إفتراء أو هلا أخذتها من الله تعالى بطلب منه وهو تهكم منهم لعنهم الله تعالى ومما ذكرنا يعلم أن لا جتبى معنيين جمع وأخذ ويختلف المراد حسب الإختلاف في تفسير الآية وعن علي بن عيسى أن الإجتباء في الأصل الإستخراج ومنه جباية الخراج وقيل : أصله الجمع من جبيت الماء في الحوض جمعته ومنه قيل للحوض جابية لجمعه الماء وإلى هذا ذهب الراغب وفي الدر المصون جبى الشيء جمعه مختارا ولذا غلب اجتبته بمعنى اخترته .
وقال الفراء يقال اجتبيت الكلام واختلقته وارتجلته إذا افتعلته من قبل نفسك وكذا اخترعته عند أبي عبيدة وقال ابن زيد : هذه الأحرف تقولها العرب للكلام يبتديه الرجل لم يكن أعده قبل ذلك في نفسه ومن جعل الأصل شيئا لا ينكر الإستعمال في الآخر مجازا كما لا يخفى قل ردا عليهم إنما أتبع ما يوحى إلي من ربي من غير أن يكون لي دخل ما في ذلك أصلا على معنى تخصيص حاله E بإتباع ما يوحى إليه