وقوله سبحانه وتعالى : يمدونهم في الغي خبره والضمير المرفوع للشياطين والمنصوب للمبتدأ أي تعاونهم الشياطين في الضلال وذلك بأن يزينوه لهم ويحملوهم عليه والخبر على هذا جار على غير من هو له وفي أنه هل يجب إبراز الضمير أو لا يجب في مثل ذلك خلاف بين أهل القريتين كالصفة المختلف فيها بينهم وقيل : إن الضمير الأول للإخوان والثاني للشياطين والمعنى وإخوان الشياطين يمدون الشياطين بالإتباع والإمتثال وعلى هذا يكون الخبر جاريا على من هو له والجار والمجرور متعلق بما عنده وجوز أن يكون في موضع الحال من الفاعل أو من المفعول وقرأ نافع يمدونهم بضم الياء وكسر الميم من الإمداد والجمهور على فتح الياء وضم الميم .
وقال أبو علي في الحجة بعد نقل ذكر ذلك : وعامة ما جاء في التنزيل مما يجمد ويستحب أمددت على أفعلت كقوله تعالى : إنما نمدهم به من مال وبنين وأمددناهم بفاكهة و أتمدونني بمال وما كان بخلافه على مددت قال تعالى : ويمدهم في طغيانهم يعمهون وهكذا يتكلمون بما يدل على أن الوجه فتح الياء كما ذهب إليه الأكثر ووجه قراءة نافع أنه مثل فبشرهم بعذاب أليم وسنيسره للعسرى وقرأ الجحدري يمادونهم من باب المفاعلة وهي هنا مجازية كأنهم كان الشياطين يعينوهم بالإغراء وتهوين المعاصي عليهم وهؤلاء يعينون الشياطين بالإتباع والإمتثال ثم لا يقصرون أي لا يمسكون ولا يكفون عن إغوائهم حتى يردوهم بالكلية فهو أقصر إذا أقلع وأمسك كما في قوله