عن أنس مرفوعا بعثت أنا والساعة كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى وفي الصحيحين عن ابن عمر مرفوعا أيضا إنما أجلكم فيمن مضى قبلكم من الأمم من صلاة العصر إلى غروب الشمس وجاء في غير ما أثر أن عمر الدنيا سبعة آلاف سنة وأنه E بعث في أواخر الألف السادسة ومعظم الملة في الألف السابعة .
وأخرج جلال السيوطي عدة أحاديث في أن عمر الدنيا سبعة آلاف سنة وذكر أن مدة هذه الأمة تزيد على ألف سنة ولا تبلغ الزيادة عليها خمسمائة سنة واستدل على ذلك بأخبار وآثار ذكرها في رسالته المسماةبالكشف عن مجاوزلا هذه الأمة الألف وسمى بعضهم لذلك هذه الألف الثانية بالمخضرمة لأن نصفها دنيا ونصفها الآخر أخرى وإذا لم يظهر المهدي على رأس المائة التي نحن فيها ينهدم جميع ما بناه كما لا يخفى على من راجعه وكأني بك تراه منهدما ونقل السفاريني عن الفلاسفة أنهم زعموا أن تدبير العلم الذي نحن فيه للسنبلة فإذا تم دورها وقع الفساد والدثور في العالم فإذا عاد الأمر إلى الميزان تجتمع المواد ويقدر النشور عودا وقال البكري : إن سلطان الحمل عندهم إثنا عشر ألف سنة وسلطان الثور دونه بألف وهكذا ينقص ألف ألف إلى الحوت فيكون سلطانه ألف سنة ومجموع ذلك ثمانية وسبعون ألف سنة فإذا كملت إنقضى عالم الكون والفساد ونقل ذلك عن هرمس وادعى أنه قال : إنه لم يكن في حكم الحمل والثور والجوزاء على الأرض حيوان فلما كان حكم السرطان تكونت دواب الماء وهو أم الأرض ولما كان حكم الأسد تكونت الدواب ذوات الأربع ولما كان حكم السنبلة تولد الإنسانان الأولان آدم نوس وحوا نوس وزعم بعضهم أن مدة العالم مقدار قطع الكواكب الثابتة لدرج الفلك والكوكب منها يقطع البرج بزعمه في ثلاثة آلاف سنة فذلك ست وثلاثون ألف سنة إنتهى .
ولا يخفى على من اطلع على كتب الإرصاد والزيجات أن الأدوار عندهم ثلاثة أكبر وأوسط وأصغر ويسمونها التسييرات وهي على السوية في جميع البروج فالدور الأكبر ما يكون في قطع كل درجة بمائة سنة والأوسط ما يكون فيه قطع كل درجة بعشر سنين والأصغر ما يكون فيه قطع كل درجة سنة وعندهم دور أعظم ويسمونه أيضا التسيير الأعظم وهو ما يكون فيه قطع كل درجة بألف سنة والتسيير اليوم في الميزان وقد مضى منه أربع درجات وست وخمسون دقيقة وإحدى وثلاثون ثانية وإثنتا عشرة ثالثة وإذا أعتبرت مدة ذلك من نقطة رأس الحمل إلى هنا بلغت مائة ألف سنة وأربعا وثمانين ألف سنة وتسعمائة وثلاثا وأربعين سنة وأن مدة حركة الثوابت على ما نقل عن بطليموس في كل برج ألفان ومائة وإثنتان وستون سنة وثمانية أشهر وستة عشر يوما وتسع عشرة ساعة وإذا ضرب ذلك في إثني عشر عدة البروج خرج مدة قطعها الفلك كله وهو أقل مما ذكره بكثير ولعل المراد بدور البرج ما أريد بسلطانه من حكم تأثيره والتأثر العادي على ما يفهم من بعض كتب القوم بحكم الأصالة للبرج وهو الذي يفيض على الكواكب النازل فيه وكل ذلك ما لم ينزل الله تعالى به سلطانا والحق الذي لا ينبغي المحيص عنه القول بحدوث العلم حدوثا زمانيا ولا يعلم أوله إلا الله تعالى وكذلك عمر الدنيا وأول النشأة الإنسانية ومدة بقائها في هذا العالم وقدر زمان لبثها في البرزخ كل ذلك لا يعلمه إلا الله تعالى وجميع ما ورد في هذا الباب أمر ظنية لا سند يعول عليه لأكثرها ووراء هذا أقول لأهل الصين وغيرهم هي أدهى وأمر مما تقدم وبالجملة الباقي من عمر الدنيا عند من يقول بفنائها أقل قليل بالنسبة إلى الماضي من ذلك والله تعالى أعلم بحقيقة ما هنالك قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا أي لا أملك لأجل نفسي جلب نفع ما ولا دفع ضرر ما