يكون بدلا لأنه لا يبدل من البدل وجوز كونه بدلا منه إذا لم يكن بدلا ونعتا إن كان كذلك أو لم يكن وأوحينا إلى موسى إذ إستسقاه قومه حين إستولى عليه العطش في التيه أن اضرب بعصاك الحجر تفسير لفعل الإيحاء فأن بمعنى أي وجوز أبو البقاء كونها مصدرية فانبجست أي انفجرت كما قال ابن عباس وزعم الطبرسي أن الإنبجاس خروج الماء بقلة والإنفجار خروجه بكثرة والتعبير بهذا تارة وبالأخرى أخرى بإعتبار أول الخروج وما انتهى إليه والعطف على مقدر ينسحب عليه الكلام أي فضرب فانبجست وحذف المعطوف عليه لعدم الإلباس وللإشارة إلى سرعة الإمتثال حتى كأن الإيحاء وضربه أمر واحد وأن الإنبجاس بأمر الله تعالى حتى كأن فعل موسى عليه السلام لا دخل فيه .
وذكر بعض المحققين أن هذه الفاء عل ما قرر فصيحة وبعضهم يقدر شرطا في الكلام فإذا ضربت فقد انبجست منه اثنتا عشرة عينا وهو غير لائق بالنظم الجليل قد علم كل أناس أي سبط والتعبير عنهم بذلك للإيذان بكثرة كل واحد من الأسباط وأناس إما جمع أو اسم جمع وذكر السعد أن أهل اللغة يسمون اسم الجمع جمعا و علم بمعنى عرف الناصب مفعولا واحدا أي قد عرف مشربهم أي عينهم الخاصة بهم ووجه الجمع ظاهر وظللنا عليهم الغمام أي جعلنا ذلك بحيث يلقى عليهم ظله ليقيهم من حر الشمس وكان يسير بسيرهم ويسكن بإقامتهم وأنزلنا عليهم المن والسلوى أي الترنجبين والسماني فكان الواحد منهم يأخذ ما يكفيه من ذلك كلوا أي قلنا أو قائلين لهم كلوا من طيبات ما رزقناكم أي مستلذاته و ما موصولة أو موصوفة عبارة عن المن والسلوى وما ظلمونا عطف على محذوف للإيجاز والإشعار بأنه أمر محقق غني عن التصريح أي فظلموا بأن كفروا بهذه النعم الجليلة وما ظلمونا بذلك ولكن كانوا أنفسهم يظلمون .
61 .
- بالكفر إذ لايتخطاهم ضرره وتقديم المفعول لإفادة القصر الذي يقتضيه النفي السابق وفي الكلام من التهكم والإشارة إلى تماديهم على ما هم فيه ما لايخفى وإذ قيل لهم معمول لا ذكر وإيراد الفعل هنا مبنيا للمفعول جريا على سنن الكبرياء مع الإيذان بأن الفاعل غني عن التصريح أي اذكر لهم وقت قولنا لأسلافهم اسكنوا هذه القرية القريبة منكم وهي بيت المقدس أو أريجاء والنصب مبني على المفعولية كسكنت الدار أو على الظرفية اتساعا والتعبير بالسكنى هنا للإيذان بأن المأمور به في البقرة الدخول بقصد الإقامة أي أقيموا في هذه القرية وكلوا منها أي مطاعمها وثمارها أو منها نفسها على أن من تبعيضية أو إبتدائية حيث شئتم أي من نواحيها من غير أن يزاحمكم أحد وجيء بالواو هنا وبالفاء في البقرة لأنه قيل هناك ادخلوا فحسن ذكر التعقيب معه وهنا اسكنوا والسكنى أمر ممتد والأكل معه لا بعده وقيل : إنه إذا تفرع المسبب عن السبب إجتمعا في الوجود فيصح الإتيان بالواو والفاء وفيه أن هذا إنما يدل على صحة العبارتين وليس السؤال عن ذلك وذكر رغدا هناك لأن الأكل في أول الدخول يكون ألذ وبعد السكنى وإعتباره لا يكون كذلك