وقيل : إنه اكتفى بالتعبير باسكنوا عن ذكره لأن الأكل المستمر من غير مزاحم لايكون إلا رغدا واسعا وإلى الأول ذهب صاحب اللباب ويرد على القولين أنه ذكر رغدا مع الأمر بالسكنى في قصة آدم عليه السلام ولعل الأمر في ذلك سهل وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا مر الكلام فيه في البقرة غير أن ما فيها عكس ما هنا في التقديم والتأخير ولا ضير في ذلك لأن المأمور به هو الجمع بين الأمرين من غير إعتبار الترتيب بينهما وقال القطب : فائدة الإختلاف التنبيه على حسن تقديم كل من المذكورين على الآخر لأنه لما كان المقصود منهما تعظيم الله تعالى وإظهار الخشوع والخضوع لم يتفاوت الحال في التقديم والتأخير نغفر لكم خطيآتكم جزم في جواب الأمر وقرأ نافع وابن عامر ويعقوب تغفر بالتاء والبناء للمفعول و خطيآتكم بالرفع والجمع غير ابن عامر فإنه وحد وقرأ أبو عمرو خطاياكم كما في سورة البقرة وبين القطب فائدة الإختلاف بين ما هناك وبين ما هنا على القراءة المشهورة بأنها الإشارة إلى أن هذه الذنوب سواء كانت قليلة أو كثيرة فهي مغفورة بعد الإتيان بالمأمور به وطرح الواو هنا من قوله سبحانه وتعالى : سنزيد المحسنين .
161 .
- إشارة إلى أن هذه الزيادة تفضل محض ليس في مقابلة ما أمروا به كما قيل .
والمراد أن إمتثالهم جازاه الله تعالى بالغفران وزاد عليه وتلك الزيادة فضل محض منه تعالى فقد يدخل في الجزاء صورة لترتبه على فعلهم وقد يخرج عنه لأنه زيادة على ما إستحقوه ولذا قرن بالسين الدالة على أنه وعد وتفضل ومفعول نزيد محذوف أي ثوابا وزيادة منهم في قوله تعالى شأنه : فبدل الذين ظلموا منهم لزيادة البيان أي بدل الذي ظلموا من هؤلاء بما أمروا به من التوبة والإستغفار حيث أعرضوا عنه ووضعوا موضعه قولا آخر مما لاخير فيه غير الذي قيل لهم وأمروا بقوله و غير نعت للقول وصرح بالمغايرة مع دلالة التبديل عليها تحقيقا للمخالفة وتنصيصا على المغايرة من كل وجه فأرسلنا عليهم إثر مافعلوا ما فعلوا من غير تأخير رجزا من السماء عذابا كائنا منها وهو الطاعون في رواية .
بما كانوا يظلمون .
261 .
- أي بسبب ظلمهم المستمر السابق واللاحق وهذا بمعنى ما في البقرة لأن ضمير عليهم للذين ظلموا الإرسال من فوق إنزال والتصريح بهذا التعليل لما أن الحكم ههنا مرتب على المضمر دون الموصول بالظلم كما في البقرة وأما التعليل بالفسق بعد الإشعار بعلية الظلم هناك فللإيذان بأن ذلك فسق وخروج عن الطاعة وغلو في الظلم وأن تعذيبهم بجميع ماارتكبوا من القبائح كما قيل .
وقال القطب في وجه المغيرة : إن الإرسال مشعر بالكثرة بخلاف الإنزال فكأنه أنزل العذاب القليل ثم جعل كثيرا وإن الفائدة في ذكر الظلم والفسق في الموضعين ادلالة على حصولهما فيهم معا وقد تقدم لك في وجوه المغيرة بين آية البقرة وهذه الآية ما ينفعك تذكره فتذكر واسألهم عطف على اذكر المشار إليه فيما تقدم آنفا والخطاب للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم وضمير الغيبة لمن بحضرته E من نسل اليهود أي واسأل اليهود المعاصرين لك سؤال تقريع وتقرير بتقدم تجاوزهم لحدود الله تعالى والمراد إعلامهم بذلك لأنهم كانوا يخفونه وفي الإطلاع عليه مع كونه E ليس