أو فم وإن إقترنت به همهمة شفتي الأخرس ولو لغير حاجة وإن فهم الفطن كلاما أو قصد محاكاة بعض أصوات الحيوانات إن لم يقصد التلاعب وإلا بطلت وينبغي التحري في هؤلاء القوم فإن حالهم في ذلك متفاوت لكن أكثر ما شاهدناه على الطرز الذي ذكرناه وتمام الكلام في هذا المقام يطلب من الكتب الفقهيةقال موسى : رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي وذلك من شدة غلبته الشوق و لو للتمني أتهلكنا بعذاب الحجاب والحرمان بما فعل السفهاء من عبادة العجل إن هي إلا فتنتك لا مدخل فيها لغيرك وهذا مقتضى مقام تجلي الأفعال فاغفر لنا ذنوب صفاتنا وذواتنا كما غفرت ذنوب أفعالنا وارحمنا بإفاضة أنوار شهودك ورفع حجاب الآنية بوجودك واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وهي حسنة الإستقامة بالبقاء بعد الفناء وفي الآخرة حسنة المشاهدة والكلام في بقية الكلام لايخفى على من له أدنى ذوق خلا أن بعضهم أول العذاب في قوله سبحانه وتعالى : عذابي أصيب به من أشاء بعذاب الشوق المخصوص الذي يصيب أهل العناية من الخواص وهو الرحمة التي لا يكتنه كنهها ولا يقدر قدرها وإنها لأعز من الكبريت الأحمر وأهل الظاهر يرونه بعيدا والقوم يقولون نراه قريبا وقالوا : الأمي نسبة إلى الأم لكن على حد أحمري وقيل : للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم ذلك لأنه أم الموجودات وأصل المكنونات واختير هذا اللفظ لما فيه من الإشارة إلى الرحمة والشفقة وهو الذي جاء رحمة للعالمين وإنه E لأشفق على الخلق من الأم بولدها إذ له صلى الله تعالى عليه وسلم الحظ الأوفر من التخلق بأخلاق الله تعالى وهو سبحانه أرحم الراحمين وذكروا أن أتباعه من حيث النبوة الخواص ومن حيث الأمية خواص الخواص ومن حيث الرسالة هؤلاء المذكورون كلهم والعوام نسأل الله تعالى أن يوفقنا لإتباعه صلى الله تعالى عليه وسلم في سائر شؤونه .
وقطعناهم أي قوم موسى عليه السلام لا الأمة المذكورة كما يوهمه القرب وقطع يقرأ مشددا ومخففا والأول هو المتواتر ويتعدى لواحد وقد يضمن معنى صير فيتعدى لأثنين فقوله تعالى : اثني عشرة حال أو مفعول ثان أي فرقناهم معددوين بهذا العدد أو صيرناهم اثنتي عشرة أمة يتميز بعضها عن بعض وقوله سبحانه وتعالى : أسباطا كما قال ابن الحاجب في شرح المفصل بدل من العدد لا تمييز له وإلا لكانوا ستة وثلاثين وعليه فالتمييز محذوف أي فرقة أو نحوه قال الحوفي : إن صفة التمييز أقيمت مقامه والأصل فرقة أسباطا وجوز أن يكون تمييزا لأنه مفرد تأويلا فقد ذكروا أن السبط مفردا ولد الولد أو ولد البنت أو الولد أو القطعة من الشيء أقوال ذكرها ابن الأثير ثم استعمل في كل جماعة من بني إسرائيل كالقبيلة في العرب ولعله تسمية لهم باسم أصلهم كتميم وقد يطلق على كل قبيلة منهم أسباط أيضا كما غلب الأنصار على جمع مخصوص فهو حينئذ بمعنى الحي والقبيلة فلهذا وقع موقع المفرد في التمييز وهذا كما ثنى الجمع في قول أبي النجم يصف رمكة تعودت الحرب : تبقلت في أول التبقل بين رماحي مالك ونهشل وتأنيث اثنتي مع أن المعدود مذكور وما قبل الثلاثة يجري على أصل التأنيث والتذكير لتأويل ذلك بمؤنث وهو ظاهر مما قررنا وقرأ الأعمش وغيره عشرة بكسر الشين وروي عنه فتحها أيضا والكسر لغة تميم والسكون لغة الحجاز وقوله سبحانه : أمما بدل بعد بدل من اثنتي عشرة لا من أسباط على تقدير أن