أخوه من أبيه وهو عالم الأمر وأمه وهو عالم الخلق لأنهما في عالم الخلق إن القوم أي أوصاف البشرية إستضعفوني عند غيبتك وكادوا يقتلونني يزيلون من حياة إستعدادي بالكلية فلا تشمت بي الأعداء وهم هم وهذا ما يقتضيه مقام الفرق قال : رب اغفر لي ولأخي استر صفاتنا وأدخلنا في رحمتك بإفاضة الصفات الحقة علينا وأنت أرحم الراحمين لأن كل رحمة فهو شعاع نور رحمتك إن الذين اتخذوا العجل أي عجل الدنيا إلها سينالهم غضب من ربهم وهو عذاب الحجاب وذلة في الحياة الدينا بإسعباد هذا الفاني المدني لهم وكذلك نجزي المفترين الذين يفترون على الله فيثبتون وجودا لما سواه والذين عملوا السيئات ثم تابوا رجعوا إليه سبحانه وتعالى بمجاهدة نفوسهم وإفنائها إن ربك من بعدها لغفور فيستر صفاتهم رحيم فيفيض عليهم من صفاته ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح الربانية وفي نسختها هدى إرشاد إلى الحق ورحمة للذين هم لربهم يرهبون يخافون لحسن إستعدادهم ويقال في قوله سبحانه وتعالى : واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا إن موسى عليه السلام اختار سبعين رجلا من أشراف قومه ونجباءهم أهل الإستعداد والصفاء والإرادة والطلب والسلوك فلما أخذتهم الرجفة أي رجفة البدن التي هي من مبادي صعقة الفناء عند طريان بوارق الأنوار وظهور طوالع تجليات الصفات من اقشعرار الجسد وارتعاده وكثيرا ما تعرض هذه الحركة للسالكين عند الذكر أو سماع القرآن أو ما يتأثرون به حتى تكاد تتفرق أعضائهم وقد شاهدنا ذلك في الخالدين من أهل الطريقة النقشبندية وربما يعتريهم في صلاتهم صياح معه فمنهم من يستأنف صلاته لذلك ومنهم من لا يستأنف وقد كثر الإنكار عليهم وسمعت بعض المنكرين يقولون : إن كانت هذه الحالة مع الشعور والعقل فهي سوأ أدب ومبطلة للصلاة قطعا وإن كانت مع عدم شعور وزوال عقل فهي ناقضة للوضوء ونراهم لايتوضؤون وأجيب بأنها غير اختيارية مع وجود العقل والشعور وهي كالعطاس والسعال ومن هنا لاينتقض الوضوء بل ولا تبطل الصلاة وقد نص بعض الشافعية أن المصلي لو غلبه الضحك في الصلاة لاتبطل صلاته ويعذر بذلك فلا يبعد أن يلحق ما يحصل من آثار التجليات الغير الإختيارية بما ذكر ولا يلزم من كونه غير إختياري كونه صادرا من غير شعور فإن حركة المرتعش غير إختيارية مع الشعور بها وهو ظاهر فلا معنى للإنكار نعم كان حضرة مولانا الشيخ خالد قدس سره يأمر من يعتريه ذلك من المريدين بالوضوء وإستئناف الصلاة سدا لباب الإنكار والحق أن ما يعتري هذه الطائفة غيرناقض للوضوء لعدم زوال العقل معه لكنه مبطل للصلاة لما فيه من الصياح الذي يظهر به حرفان مع أمور تأباها الصلاة ولا عذر لمن يعتريه ذلك إلا إذا ابتلي به بحيث لم يخل زمن من الوقت يسع الصلاة بدونه فإنه يعذر حينئذ ولا قضاء عليه إذا ذهب منه ذلك الحال كمن به حكة لايصبر معها على عدم الحك .
وقد نص الجد عليه الرحمة في حواشيه على شرح الحضرمية للعلامة ابن حجر في صورة ابتلي بسعال زمن على نحو ذلك ثم قال : فرع لو ابتلي بذلك وعلم من عادته أن الحمام يسكنه عنه مدة تسع الصلاة وجب عليه دخوله حيث وجد أجرة الحمام فاضلة عما يعتبر في الفطرة وإن فاتته الجماعة وفضيلة أول الوقت انتهى نعم ذكر عليه رحمة الله تعالى في الفعل الكثير المبطل للصلاة وهو ثلاثة أفعال أنه لو أبتلي بحركة إضطرارية نشأ عنها عمل كثير فمعذور وقال أيضا : إنه لايضر الصوت الغير مشتمل على النطق بحرفين متواليين من أنف