وكلاهما خلاف المتبادر من النظم الذي يجدونه مكتوبا بإسمه ونعوته الشريفة بحيث لايشكون أنه هو ولذلك عدل عن أن يقال : يجدون اسمه أو وصفه مكتوبا عندهم ظرف لمكتوبا الواقع حالا أو ليجدون وذكر لزيادة التقرير أن شأنه E حاضرة عندهم لايغيب عنهم أصلا في التوراة والإنجيل اللذين يعتد بهما بنو إسرائيل سابقا ولاحقا وكأنه لهذا المعنى إقتصر عليهما وإلا فهو صلى الله تعالى عليه وسلم مكتوب في الزبور أيضا أخرج ابن سعد والدارمي في مسنده والبيهقي في الدلائل وابن عساكر عن عبدالله بن سلام قال : صفة رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم في التوراة ياأيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وحرزا للأميين أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق ولا يجزي بالسيئة ولكن يعفو ويصفح ولن يقبضه الله تعالى حتى يقيم به الملة العوجاء حتى يقولوا لا إله إلا الله ويفتح أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا ومثله من رواية البخاري وغيره عن عبدالله بن عمرو بن العاص وجاء من حديث أخرجه ابن سعد وابن عساكر من طريق موسى بن يعقوب الربعي عن سهل مولى خيثمة قال : قرأت في الإنجيل نعت محمد صلى الله تعالى عليه وسلم أنه لا قصير ولا طويل أبيض ذو ضفيرتين بين كتفيه خاتم لايقبل الصدقة ويركب الحمار والبعير ويحلب الشاة ويلبس قميصا مرقوعا ومن فعل ذلك فقد بريء من الكبر وهو يفعل ذلك وهو من ذرية إسماعيل إسمه أحمد .
وجاء من خبر أخرجه البيهقي في الدلائل عن وهب بن منبه قال : إن الله تعالى أوحى في الزبور يا داود إنه سيأتي من بعدك نبي اسمه أحمد ومحمد لاأغضب عليه أبدا ولا يعصيني أبدا وقد غفرت له قبل أن يعصيني ما تقدم من ذنبه وما تأخر وأمته مرحومة أعطيتهم من النوافل مثل ما أعطيت الأنبياء وافترضت عليهم الفرائض التي افترضت على الأنبياء والرسل حتى يأتوني يوم القيامة ونورهم مثل نور الأنبياء وذلك أني افترضت عليهم أن يتطهروا إلى كل صلاة كما افترضت على الأنبياء قبلهم وأمرتهم بالغسل من الجنابة كما أمرت الأنبياء قبلهم وأمرتهم بالحج كما أمرت الأنبياء قبلهم وأمرتهم بالجهاد كما أمرت الرسل قبلهم يا داود إني فضلت محمدا وأمته على الأمم كلهم أعطيتهم ست خصال لم أعطها غيرهم من الأمم لا أؤاخذهم بالخطأ والنسيان وكل ذنب ركبوه على غير عمد إذا إستغفروني منه غفرته وما قدموا لآخرتهم من شيء طيبة به أنفسهم جعلته لهم أضعافا مضاعفة ولهم عندي أضعاف مضاعفة وأفضل من ذلك وأعطيتهم على المصائب إذا صبروا وقالوا : إنا لله وإنا إليه راجعون الصلاة والرحمة والهدى إلى جنات النعيم فإن دعوني أستجب لهم فإما أن يروه عاجلا وإما أن أصرف عنهم سوءا وإما أن أدخره لهم في الآخرة يا داود من لقيني من أمة محمد يشهد أن لا إله إلا أنا وحدي لاشريك لي صادقا بها فهو معي في جنتي وكرامتي ومن لقيني وقد كذب محمدا وكذب بما جاء به واستهزأ بكتابي صببت عليه من قبره العذاب صبا وضربت الملائكة وجهه ودبره عند منشره في قبره ثم أدخله في الدرك الأسفل من النار إلى غير ذلك من الأخبار الناطقة بأنه صلى الله تعالى عليه وسلم مكتوب في الكتب الإلهية والظرفان متعلقان بيجدونه أو بمكتوبا وذكر الإنجيل قبل نزوله من قبيل ما نحن فيه من ذكر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم والقرآن الكريم قبل مجيئهما .
يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر كلام مستأنف وهو على ما قيل متضمن لتفصيل بعض أحكام